تتنوع برامج علاج الإدمان حسب احتياجات المريض المُختلفة، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل سن المريض وحالته الصحية، ومدة إدمانه وحالته النفسية والعديد من العوامل الأخرى، ولكن في كل الأحوال فإن جميع البرامج العلاجية تُستخدم بهدف واحد وهو علاج الإدمان.
أسس اختيار برامج علاج الإدمان
وبالنسبة لأسس اختيار برامج علاج الإدمان فإنها تختلف حسب كل مدمن واحتياجاته، وذلك لأن كل مدمن له ظروف مختلفة عن غيره.
وبالتالي للحصول على أفضل النتائج أثناء مرحلة العلاج لابد من مراعاة هذه الاختلافات.
وعلى الرغم من أن مراحل علاج الإدمان قد تتشابه وأعراض الإدمان متشابهة كذلك، ولكل كل مدمن خواصه المختلفة عن غيره والتي تفرقه عن غيره مثل الحالة الاجتماعية والظروف الخاصة، أو الحالة الشخصية.
ومن أبرز وأهم الفروق الفردية التي قد تميز كل مدمن عن غيره:
1. الفروق الثقافية:
عند اختيار برامج علاج الإدمان المُناسبة فإن يتم التركيز الفروق الثقافية حيث أنها تمثل فارق كبير عند اختيار البرنامج المُناسب للمريض.
وذلك بسبب أن الشخص المثقف أو الواعي قد تختلف ردود أفعاله عن الشخص الغير متعلم.
وبالتالي يمكننا ملاحظة أن الشخص المثقف يعي تمامًا خطورة الإدمان ويحاول الانخراط في برنامج لعلاج الإدمان بسرعة على عكس الشخص الأخر.
2. الحالة الاسرية والاجتماعية:
تؤثر الحالة الأسرية والاجتماعية للفرد في مدى استجابته للعلاج والانخراط في برنامج علاجي.
فعلى سبيل المثال وجود الدعم الأسري للمدمن يساعد المدمن على اتخاذ قراره سريعًا في العلاج.
على النقيض تمامًا عدم توافر الدعم الأسري قد يؤدي إلى تدهور حالة المدمن بدلًا من علاجها.
3. الفروق النفسية:
تختلف الحالة النفسية من مدمن لأخر، وبالتالي فإن الإرادة والاستعداد النفسي للخوض لمرحلة العلاج يشكلان عامل مهمًا لاختيار البرنامج العلاجي المُناسب.
ولكن في حالة فقدان المريض للشغف والرغبة في العلاج قد يؤدي ذلك إلى تأجيل المريض للعلاج.
مما يؤدي إلى صعوبة العلاج فيما بعد.
4. الظروف الخاصة بالمدمن وبرامج علاج الإدمان:
وبالنسبة للظروف الخاصة بكل مدمن فإنها تُشكل عاملًا مهمًا، ففي حالة توافر الظروف المشجعة على العلاج قد يأخذ المريض خطوة العلاج واختيار البرنامج العلاجي.
وعلى النقيض الأخر في حالة إذا لم تكن الظروف متهيئة لذلك فقد ينفر المدمن العلاج ويتخطى مراحل العلاج.
مما قد ينتج عن ذلك صعوبة في اختيار البرنامج العلاجي فيما بعد.
برامج علاج الإدمان
تختلف برامج علاج الإدمان وتتنوع حسب الحالة المرضية والصحية لكل مريض، وبالتالي سنقوم بتوضيح أبرز وأهم هذه البرامج، وتتمثل في:
1. برنامج إعادة التأهيل:
يعتبر برنامج إعادة التأهيل السلوكي والنفسي من أهم برامج علاج الإدمان، وذلك لأنه يُساعد على معالجة المدمن وتأهيله نفسيًا وسلوكيًا.
بالإضافة إلى أنه من خلال هذا البرنامج يتم التعامل مع المدمن بشكل نفسي وسلوكي بحت.
ولذلك يهتم الطبيب المتخصص بصحة المريض النفسية من خلال خلق برامج وأنشطة نفسية متنوعة، كما يتم استخدام بعض البرامج المشابهة، مثل برامج العلاج السلوكي المعرفي، أو برامج دعم الذات.
والهدف من هذا البرنامج خلق بيئة منفصلة عن البيئة التي تحيط بالمدمن منذ فترة طويلة، مما يؤدي إلى اكتساب عادات وتقاليد إيجابية وجديدة.
علاوة على أن المجتمع العلاجي يكون عبارة عن نسخة مصغرة من المجتمع الخارجي الهادف إلى الالتزام ببعض السلوكيات.
بالإضافة إلى وجود بعض الأهداف والأنشطة التي يهدف إليها لتحقيق تغيير نفسي وسلوكي لمرضى الإدمان.
2. برنامج الـ12 خطوة وبرامج علاج الإدمان
وبالنسبة لبرنامج ال12 خطوة فإنه مبني على بعض المبادئ الروحية، وتلك المبادئ مكتوبة على شكل نقاط وأرقام.
ويرجع أصول استخدامها إلى مجموعة من مدمني الخمر الذين رغبوا في التعافي من خلال استهداف الأسلوب الروحي.
واستمر استخدام هذا النوع من العلاج حتى وصل إلى حوالي 52 مجموعة مستخدمة لهذه النوع من العلاجات، باختلاف بعض التغييرات في صياغة الخطوات.
ويعتبر هذا البرنامج من أهم البرامج الداعم الذاتية لعلاج الإدمان، والتي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة بين مرضى الإدمان بمعدلات عالية.
ومن الجدير ذكره أنه يتم التعامل مع الإدمان على أنه مرض سلوكي ونفسي.
وبالتالي يتوجب على المدمن اتباع بعض من الخطوات المرقمة، وذلك بهدف الوصول إلى التغيير الكامل والحتمي.
3. برنامج منع الانتكاسة
وفيما يخص برنامج منع الانتكاسة فإنه يعتبر من برامج علاج الإدمان والتي تهدف إلى العلاج من خلال استخدام العلاج السلوكي المعرفي.
بالإضافة إلى أن البرنامج عبارة عن سلسة من المحاضرات والسلوكيات الوقائية المختلفة والتي تُساعد في منع الانتكاسة للمدمنين.
وذلك من خلال استخدام بعض من الأدوات النفسية أو الروحانية للتغلب على الأفكار السامة والسلبية الناتجة عن الإدمان.
ويعمل برنامج الانتكاسة على توضيح طريقة التفكير السلبي أو السام لمرض الإدمان وذلك من خلال استخدام بعض الأدوات الواضحة.
والهدف من ذلك التعامل مع الأفكار والصراعات التي يفكر فيها المدمن وتلح عليه بشكل كبير أثناء مرحلة التعافي.
وبالتالي يتم استخدام أدوات العلاج السلوكي المعرفي حتى يتمكن المريض من التعامل مع هذه الأفكار، بالإضافة إلى أنها تُساعد في تقويم سلوك المريض من خلال اكتساب بعض العادات الإيجابية الصحيحة.
ومن أفضل ما يميز هذا النوع من العلاج أنه يتعامل مع السلوك الإدماني، وليس مع الإدمان كمخدر.
ولذلك يمكن ملاحظة تركيز البرنامج على السلوكيات الإدمانية أكثر من التركيز على نوع المخدر المُستخدم.
وفي نهاية مقالنا، فإن برامج علاج الإدمان يتم تحديدها من قبل الطبيب المتخصص، بالإضافة إلى أن الطبيب يحرص على استشارة المريض واسرته في البرنامج المُقترح وذلك بهدف اختيار البرنامج المُناسب للمريض وفقًا للعوامل الظروف المناسبة له.
مقالات قد تهمك:
مخدر الفودو و اعراض مدمن الفودو
افضل طرق حماية المدمن من خطر الانتكاسة
اترك تعليقاً