علاج الانتكاسة يعتبر من أصعب العلاجات وذلك بسبب شعور المتعافي باليأس وبفشله في الاستمرار في عملية التعافي وبالتالي فإن علاجها يعتمد على بعض الأسس والمبادئ الرئيسية.
ما هي الانتكاسة؟
يمكن تعريف الانتكاسة على أنها العودة إلى تعاطي المخدرات مجددًا بعد التعافي، وتعتبر الانتكاسة من اشهر الحالات بين المتعافين.
وفقًا لبعض الاحصائيات فإن عدد المنتكسين بعض العلاج قد يصل إلى نسبة 40- 60%، علاوة على أن الشهور الأولى هي أخطر الشهور لحدوث الانتكاسة.
كما أن احتمالية الانتكاسة تستمر إلى مدى الحياة ولكن في الوقت ذاته فإن مرور عام على التعافي قد يقلل من نسبتها.
ولكن لابد من علاج الانتكاسة وذلك لأن المعافى عند ينتكس يعود أسوء من الفترة السابقة وبالتالي العلاج مهم.
ما هي مراحل الانتكاسة؟
يمر المريض ببعض المراحل قبل أن ينتكس ومن أهم هذه المراحل:
1. مرحلة الانتكاس العاطفي:
وفي هذه المرحلة فإن المدمن تزداد رغبته في التعاطي مرة أخرى، وبالتالي تبدأ بعض الأعراض النفسية في الظهور.
ومن أهم هذه الأعراض اضطرابات الأكل والنوم، علاوة على زيادة تقلبات المزاج بشكل ملحوظ ومستمر.
علاوة على أن هذه الاعراض تعتبر أعراض طبيعية بعد فترة انسحاب السموم من الجسم، ولكن لابد من التعامل معها بالشكل الصحيح.
ومن الأفضل أن يخضع المريض إلى علاج الانتكاسة بمجرد ظهور عليه أعراض الانتكاس العاطفي.
2. مرحلة الانتكاس النفسي:
وفي هذه المرحلة يدخل المدمن في صراع ما بين حاجته على الحفاظ على التعافي وما بين رغبته في التعاطي مجددًا.
وبالتالي يبدأ الحنين إلى التعاطي مرة أخرى وتذكر النشوة التي يشعر بها عندما يتعاطى المخدرات.
علاوة على أنه يبدأ في تذكر أصدقاءه الذي يتعاطى معهم ويعاود الاتصال بهم مجددًا، كما أنه يتوقف عن حضور جلسات الدعم النفسي.
3. مرحلة الانتكاس الفعلي:
وتتمثل مرحلة الانتكاس الفعلي في عدم رغبة المدمن في تلقي أي نصائح، أو علاج الانتكاسة على الإطلاق.
بل أنه يبدأ في العودة إلى حياته القديمة مجددًا، كما أنه يبدأ في الحصول على المخدرات وتعاطيه، ومن الممكن أن يزيد من جرعة التعاطي.
تعرف على: خطوات تأهيل المدمن المتعافي
كيفية علاج الانتكاسة ومنع العودة للإدمان؟
بعد الانتكاسة يشعر الأغلب باليأس والشعور بالخوف من العودة إلى علاج الانتكاسة مجددًا، ولكن من الأفضل العودة سريعًا حتى يكون العلاج أكثر فاعلية وفي مدة أقصر، وتتمثل طرق العلاج في:
- لابد من الاستجابة بشكل مبكر إلى أعراض الانتكاسة وذلك حتى لا ينتج عن الانتكاسة العديد من المخاطر الأخرى.
- علاوة على أنه يمكن البدء في مرحلة العلاج وذلك من خلال التواصل مع طبيبه لتحديد مدى الأضرار الناتجة عن الانتكاس.
- وإذا كانت الانتكاسة متقدمة يجب البدء فوريًا باتباع برنامج تأهيل المنتكسين والتأهيل الاجتماعي.
- ولا شك أن استخدام برامج العلاج النفسي السلوكي، أو العلاج الجماعي من أفضل البرامج التي يمكن اعتمادها عند الانتكاسة.
- بالإضافة إلى أنه عند علاج الانتكاسة فإن العائلة لها دورها المهم وذلك من خلال مراقبة سلوكيات المريض بشكل مستمر.
- وذلك بسبب التعرف على أعراض الانتكاسة في حالة إذا وُجدت، بالإضافة إلى ضرورة معرفة أن الانتكاسة أمر محتمل.
- وبالتالي لابد من تقبلها وعدم التعامل بعنف أو قسوة مع المتعافي في حالة انتكاسته.
- بالإضافة إلى أنه يجب على الأسرة تقديم الدعم المعنوي باستمرار وذلك عن طريق الاستماع إليه وتفهم مشاعره.
- علاوة على مساعدته على الدخول في برامج علاج الانتكاسة للمساهمة في التقليل من خطر الانتكاسة والعودة إلى الحياة الطبيعية مجددًا.
أقرأ أيضًا: افضل طرق حماية المدمن من خطر الانتكاسة
ما هي برامج علاج الانتكاسة؟
يتم استخدام هذه البرنامج بهدف مساعدة المتعافين للتوقف عن العودة إلى المخدرات مرة أخرى، وفي بعض الأحيان يمكن استخدامها للوقاية من الإدمان.
علاوة على أن برامج علاج الانتكاسة تقوم على بعض الأسس التي يجب مراعاتها وهي أن الانتكاسة أمر حتمي ومن المرجح حدوثه.
وبالتالي لابد من مراقبة المعافى ومراقبة مراحل الانتكاسة، وذلك للتدخل الفوري منذ المرحلة الأولى حتى لا يصل إلى الأخيرة.
كما أن المعافى يجب أن يعرف أن أعراض الانتكاسة أمر طبيعي، وخصوصًا عند التوقف عن إدمان المخدر اعتاد عليه المريض لفترة طويلة.
ومن الممكن أن تختلف الأعراض من شخص لأخر، ولكن في كل الأحوال لابد من تقبلها وعدم استعجال النتائج.
علاوة على أنه من الأفضل مساعدة الأسرة للمعافى حتى يشغل وقت فراغه في الكثير من الأنشطة مثل ممارسة الرياضة.
وكما أنه في برامج علاج الانتكاسة يتم الحرص على مساعدة المريض لشغل أوقات فراغه من التعرف على أشخاص جدد.
علاوة على أنه يمكن مساعدته على التعرف على أشخاص جدد من خلال برامج الدعم الجماعية.
بالإضافة إلى أن الجانب النفسي من أهم الجوانب ولذلك يجب الاعتناء نفسيًا بالمريض حتى لا ينتكس.
وتلخيصًا لما سبق، فإن علاج الانتكاسة ومنع العودة للإدمان مجددًا يعتمد بشكل كبير على الجانب النفسي أولًا، وذلك لأن مراحل الانتكاسة الأولية تتمثل في الجانب النفسي، فكلما قلت الأعراض النفسية كلما قلت رغبة المعافى في العودة إلى الإدمان.
اترك تعليقاً