علاج ادمان الحشيش
مخدر الحشيش |
يقول (محمد ..أ .) 34 سنة بدأ في تعاطى مخدر “الحشيش” منذ 8 سنوات : تعلمت تدخين “الحشيش” من أحد أصدقائي في العمل، والبداية كانت على سبيل التجربة والمزاح فمثلا وأول مرة كانت فى حفل زفاف أحد أصدقائنا فى العمل.
وقبل أن ندخل الفرح تجمع عدد من زملائنا فى سيارة أحدهم وبدأ الجميع في إشعال سجائر “الحشيش“، وكنت معهم وتمت دعوتى للتدخين والتجربة.
ومنذ هذا اليوم وأصبحت معتاداً علي “شرب الحشيش” حتى تزوجت وقررت الإقلاع عن تدخينة تماما لأكثر من سبب أهمهم غلاء أسعاره ، فقد كان يكلفنى 1000 جنيه شهريا وفى أوقات كثيرة كان التاجر أو “الديلر” كما يطلق عليه يبيع لى أصنافاً مغشوشة.
وهذا ضرره كبير لأنه يكون مخلوطاً بالأقراص المخدرة مثل “الترامادول” أو محقون بالبينج ، وانتشرت هذه النوعية في عام 2010 عندما بدأت الداخلية تضيق الخناق على تجار المخدرات فأصبح دخوله لمصر صعباً .
“معظمم الشباب يدخنون الحشيش” بهذه الجملة بدأ (محمد ..م.) 28 سنة حديثه معنا ، يقول:عندما بدأت أدخن الحشيش فى عام 2005 كان معي ثلاثة من زملائى فى العمل ، وكان هذا يتم سرا وفى الخفاء.
لكن يبدو أن أغلبية الشباب فى مصر كانوا يفعلون ذلك، والآن لا تجمعنى جلسة مع أى صديق سواء كان من أيام الجامعة أو فى العمل إلا ويكون معظم الموجودين يدخنون الحشيش، والذى نلاحظه الأن إنتشار التجار الذين يبيعون الحشيش.
ومعظهم شباب مابين العشرين والخامسة والعشرين ،ولم يعد تواجدهم مقصوراً على المناطق العشوائية والشعبية .. بل اصبح هناك “ديلارات” بالمناطق الراقية ويقومون بخدمة التوصيل للمنازل ايضا.
وكل منطقة لها أسعارها فى البيع فعندما تذهب “للديلر” فى منطقتة يكون السعر أقل 50 جنيهاً تقريبا عن السعر الذى تشترى به إذا جاء هو إلى عندك،وهناك “ديلارات” تقوم بتقديم خدمة التوصيل للمنازل مجانا ويكتفى بـ ” البقشيش ” الذى تعطيه له .
تجارة الحشيش مربحة جدا
ويقول ( إسلام ..م) 29 سنة : التجار أصبحوا أكثر من المتعاطين لأن تجارة الحشيش مربحة جدا ، وهناك عدد كبير من الشباب يعملون فى تجارة “الحشيش” خاصة من خريجي الجامعة والذين لم ينجحوا فى الحصول على فرصة عمل.
،”فالديلر” الذى أتعامل معه حاصل على ليسانس حقوق دفعة 2003 ويؤكد لى فى كل مرة أشترى منه أنه يريد أن يترك هذا العمل خاصة وأن خطره أكبر من مكسبه لأن أرباحه الحقيقية يجنيها تجار الجملة وليس أمثاله.
فهو مجرد وسيط يذهب ويبيع للشباب ويحصل من كل ” قرش ” يبيعه على 10 جنيهات من أصل 150 جنيهاً ،وإذا تم القبض عليه يتحمل القضية والعقوبة كلها لأن الإعتراف على التاجر الكبير يمكن أن يعرض حياته للخطر.
أما (محمد.أ.) 32 سنة فيرى أن الخطورة الآن لاتكمن فى “الحشيش” بقدر بقية أنواع المخدرات مثل “الهيروين ” و ” الكوكاين” والمعروفة باسم ” البودرة ” ، ويقول : لى العديد من الأصدقاء كانوا يتعاطون معى الحشيش فقط ، ولكن الآن يتعاطون “البودرة”،خاصة .
وأن “البولا” وهو الأسم السوقى الذى يطلق على “البودرة” أصبحت متاحة ولم يعد مدمنها مضطراً للذهاب إلي الطرق الصحراوية لشرائها ،بالإضافة إلى إنخفاض أسعار “التكيت ” كما يطلق عليه مدمنو “البودرة” وأصبح يمكن شراؤه بــ 150 جنيهاً.
ويرى الدكتور ناجي جميل أستاذ الطب النفسي أن المدمن معرضا لاضطراب عقلي يتعلق بالشخصية ، و وهذا الاضطراب من شانه أن يجعل المدمن معتمدا اعتمادا سيكولوجيا وبدنيا على هذه العقاقير.
فهو يفقد السيطرة على نفسه فيصبح ضارا للذات وللأخر ، فمن الطبيعي أن يتعرض لأهلة بالضرب فلا تستطيع الأم أن ذهبها في المنزل والأب لا يمكن أن يترك فلوسه في أمان,
مما يجعل الأسرة التي يتعرض أحد أبنائها لإدمان تعيش حالة من الجحيم بل يصل الأمر في بعض الأوقات أن الأب والأم يتمنون لأبنهم الموت.
ويقول : للحد من اتجاه الشباب للإدمان لابد من أن يكون هناك عناية كبيرة من جانب الأسرة في المقام الأول فضلا عن أن الاتجاه للتدخين في سن مبكر خاصة في المراهقة يعد أول خطوة تجاه وجود مدمن داخل المنزل.
ومن السهل جدا التعرف علي المدمن أو من يتجه للإدمان لأنه يكون مضطرباً في شخصيته وشاذاً في سلوكياته ، فانه نتيجة لذلك يقبل على تعاطي المخدرات كعرض عابر في حياته.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إلي أننا نتقدم خطوة ونتراجع 10 خطوات ، فهذه هي مشكلة مصر في تناول قضية وهي أننا ليس لدينا خط مستقيم أو خطة نسير عليها وفقا لمنهج وبرنامج مستمر يحقق أهدافه بغض النظر عن المسئول.
ولكن تغيير مع المسئولين في مصر نجد أن كل مسئول يريد أن يضع خطة وبصمة مختلفة عن الآخر , فغياب الخطة الواضحة من جانب المسئولين من ناحية ، وعدم وجود منظومة متكاملة لمواجهة مخاطر المخدرات.
وتوقف الحملات للحد من خطورتها ، كل ذلك يؤكد تخبط الدولة خاصة مع انشغال الناس بالسياسية ، وأنا لدي العديد من الأبحاث المتعلقة بانتشار المخدرات وكيفية الحد منها.
فحتى وسائل الإعلام المختلفة تكتفي بالتعرض للموضوع لمرة واحدة فقط بدون أن تكون هناك متابعة , فضلا عن أن الوعي داخل المؤسسات التعليمية غائب ، فمنظومة التوعية فيها قصور كبير تجاه هذه القضية الخطيرة والتي يتزايد فيها أعداد الضحايا يوما بعد آخر.
والحل الوحيد أننا نحتاج إلي أسلوب صارم في التعامل ، فمثلا لأن أوربا تفرض القانون بحزم وبدون أي تعاطف لا نجد أي شخص يدخن في الأماكن العامة أو حتى في العديد من الأماكن المفتوحة.
ورغم إقامة العديد من الندوات في الجامعات والأماكن المختلفة لتوعية الشباب إلا أن هذا غير كاف علي الإطلاق ولابد أن يكون هناك منظومة متكاملة من المواجهة من كافة الجوانب لأن الجهات في مصر تعمل بشكل منفرد وعشوائي.
وأنصح أي شاب بدلا من أن يصرف 3 آلاف جنيه شهريا علي المخدرات ، فمن الممكن أن يشترك بهذا المبلغ في أحد الصلات الرياضية لبناء جسمه وإشغال وقته فيما يفيد .
أما اللواء طارق إسماعيل مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فيقول : المؤتمر الأخير لمكافحة المخدرات في الدول الأفريقية والذى عقد في أديس أبابا جاءت توصياته بضرورة خفض الطلب علي المخدرات وليس مجرد خفض العرض.
والإدارة العامة للمكافحة تتخذ أساليب مختلفة وتعتمد علي التقنيات الحديثة في المكافحة ، خاصة وأن كبار التجار يدرسون الطرق التي يتم بها مكافحتهم حتى يتمكنوا من ممارسة عملهم في التهريب والبيع.
فالمخدرات تعد جريمة معقدة وتمر بأربع مراحل ما بين المنتج لها والناقل , ثم التاجر والمستهلك ، وبالرغم من زيادة الإنتاج العالمي من المواد المخدرة وخاصة مثل الهيروين والكوكايين والحشيش والترامادول فقد تمكنت الإدارة من ضبط 222 كيلوجرام هيروين خلال 2010.
بينما تم ضبط 48 كيلوجرام في 2011, و76 كيلو جرام هيروين في حملات متفرقة خلال 10 شهور فقط من العام الحالي, أما بالنسبة للحشيش فتم ضبط 15,5 طن في 2010, و18,5 طن في 2011 ,
بينما خلال العام الحالي قمنا بضبط 10,5 طن, وهي طبعا كمية كبيرة, وتعد مصر مستهلكا خصبا للعديد من المواد المخدرة خاصة وأن تصنيفها علي خريطة المخدرات في العالم أنها ” دولة مستهلكة ” وليست ” مصنعة ” أو ” مصدرة ” للمواد المخدرة.
وربما ما يجعلها تقع في فخ المخدر أنها واقعة ما بين الشرق الأقصى الذي يجلب لنا أقراص الترامادول والتي تعتبر الهند أكبر مصدر له والأفيون.
بينما يعد الغرب الأفريقي من أكبر أماكن تصدير الحشيش, بما يجعل من موقعها الجغرافي فريسة سهلة وسوق خصبة لهذه الأنواع ، ومكافحة الجلب تتركز في المقام الأول علي الحدود والمنافذ البحرية والجوية ، وأسلوب المكافحة يعتمد علي محورين الأول من جانب الوزارة.
أما الجانب الثاني يقوم علي التوعية من جانب الأسرة ووزارة الصحة والإعلام والمدرسة والجهات الأخرى المتخصصة ولابد أن تتضافر كل الجهود من أجل عملية الإحكام.
وتعد محافظة القليوبية من أكثر المحافظات التي تنتشر بها بؤر الاتجار وهي معروفة لدينا خاصة وأن التجار لهم سمات معينة في اختيار الأماكن التي يتمركزون فيها علي أن تكون منطقة المساكن بها منخفضة حتى يتمكن من الهروب عند حدوث أي مداهمة أمنية.
فضلا عن أن تكون بها كثافة سكانية عالية حتى يتمكن من توزيع تجارته, وهناك خريطة واضحة لدينا عن ابرز أماكن بيع وتهريب المخدرات منها مناطق الساحل الشمالي بالإسكندرية ثم الشرقية وبعدها طريق مصر الإسماعيلية الذي ينتشر به العديد من المدقات والطرقات لتوزيع الهيروين,
وهناك مقولة متعارف عليها وهي أن ما يتم ضبطه من المخدرات تمثل ما بين 10 : 20 % من الكميات الفعلية المعروضة .
اترك تعليقاً