يجهل البعض أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء، فعلى الرغم من أهمية هذه المرحلة إلا أن البعض يتجاهلونها أو يتخطوها، مما يؤدي إلى احتمالية التعرض إلى الانتكاسة بسرعة وتدهور الحالة الصحية.
هل يعود المدمن إلى طبيعته بعد عملية العلاج؟
ليس من السهل أن يعود المدمن إلى طبيعته بعد عملية العلاج، وبالتالي يمكننا التأكيد على أنه من الممكن أن يعود في خلال 90 يوم تقريبًا.
وتتضمن رحلة العلاج تنظيف السموم من الجسم، علاوة على الخضوع إلى العلاج السلوكي والنفسي لمريض.
ومن خلال القيام بهذه الخطوات فإن خطر الانتكاسة يقل بنسبة كبيرة، علاوة على أن المدمن يتحسن من الناحية السلوكية كذلك.
وفي نفس الوقت عند التعامل مع المدمن فإنه من الضروري منحه بعض الوقت الكافي حتى يتمكن من التعافي تمامًا والعودة لحياته الطبيعية.
وعلى الرغم من أن اعتقاد البعض أن الأعراض الانسحابية تستمر في الظهور باستمرار، إلا أن هذه الأمر غير صحيح.
وبالتالي يمكننا التأكيد على هذه الأعراض تختفي بشكل تدريجي بمجرد انتهاء مرحلة سحب السموم من الجسم.
كيفية التعامل مع المدمن بعد العلاج؟
لإدراك أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء فإنه لابد من معرفة طرق التعامل مع المدمن من الأساس، وتتمثل في:
- الاستمرار في دعم المريض نفسيًا، علاوة على مساعدته للاستمرار في عملية التعافي والابتعاد عن المخدرات.
- علاوة على تقديم المعنوي الكافي له وذلك من خلال مساعدته على المتابعة مع طبيب أو معالج نفسي.
- بالإضافة إلى ضرورة التقليل من الأموال التي يأخذها المدمن بعد العلاج وذلك لتجنب استخدامه للمال في الحصول على المخدرات مجددًا.
- من الممكن أن يشعر المريض بالعار بسبب إدمانه وما فعله، ومن هنا يأتي دور الأسرة في الدفاع عنه ومساعدته على المضي قدمًا.
كم تستغرق مدة متابعة المدمن بعد الشفاء؟
كما أوضحنا فإن مدة علاج للبرنامج الأساسي للإدمان تصل إلى 90 يومًا تقريبًا، في حين أن الأطباء ينصحون بإدراك أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء.
وذلك من أجل تقديم الرعاية الكافية لمدة لا تقل عن عام، وذلك من أجل تجنب الانتكاسة والتعاطي مجددًا.
ووفقًا لبعض الدراسات فإن التعافي التام وتجنب الانتكاس يبدأ بعد خمس سنوات بعد التوقف عن المخدرات تمامًا.
وخصوصًا في حالة إدمان المريض على المخدرات لفترات طويلة، علاوة على أن فعالية علاج الإدمان من الممكن أن ترتبط بمدى الاهتمام بالرعاية اللاحقة.
ومن الجدير ذكره أن بعض مرور خمس سنوات على مرحلة التعافي، فإن فرصة الانتكاسة تقل تمامًا بالشكل الملحوظ.
وبالتالي فإن المعافى يتم التعامل معه بشكل طبيعي دون القلق من أن ينتكس مرة أخرى.
تعرف على: التعامل مع المدمن أثناء العلاج وأهم الأنشطة المقترحة
أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء
أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء تتمثل في تقديم الرعاية النفسية والسلوكية الشاملة لاستكمال مرحلة التعافي من الإدمان.
علاوة على تقديم الدعم الاجتماعي والأسري للمريض لمقاومة المخدرات وتجنبها.
وبالتالي فإنه من خلال برامج المتابعة يتم مساعدة المريض للوقاية من الانتكاسة، بالإضافة إلى التدخل في الوقت المناسب.
علاوة على أنه يتم مساعدته للاندماج مرة أخرى في المجتمع بعد التعافي من المخدرات وآثارها.
بالإضافة إلى أن أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء تتمثل في ضمان تراكمية العلاج، فكما أوضحنا فإن التعافي من الإدمان عملية تراكمية.
وبالتالي فإنه يعتمد على مرور فترة زمنية طويلة بدون تعاطي المخدرات وذلك لضمان استمرار عملية العلاج وتجنب الانتكاسة.
ما هي عناصر الرعاية اللاحقة ومتابعة المدمن بعد الشفاء؟
من الجدير ذكره أن هناك بعض العناصر الأساسية في برامج الرعاية اللاحقة والتي تتمثل في:
1. المتابعة في العيادات الخارجية:
وفي هذه المرحلة يستطيع المعافى أن يعود إلى منزله مرة أخرى، والمكوث فيه، ولكنه في نفس الوقت يستمر في المتابعة مع طبيب متخصص.
علاوة على أن مرات المتابعة من الممكن أن تختلف مع اختلاف تقييم الطبيب للحالة المرضية، مما يساعد في المتابعة المستمرة للمتعافين مع استمرار حياتهم الخارجية.
2. مجموعات الدعم:
وتساعد مجموعات الدعم على حصول المريض على الدعم المناسب له للاستمرار في عملية العلاج.
علاوة على أنه يتعرف المريض على أشخاص أخرين متشابهين معه في نفس الرحلة العلاجية ونفس الظروف.
وبالتالي يبدأ المريض في الشعور بالأمان والدعم، ويعتبر برنامج 12 خطوة من أكثر البرامج التي يتم استخدامها في مجموعات الدعم.
3. المتابعة الصحية للمدمن:
وفيها يتم متابعة المريض صحيًا وذلك لتحقيق غاية وأهمية متابعة المدمن بعد الشفاء، علاوة على التأكد من أن حالته الصحية سليمة.
كما أنه يتم متابعة الأضرار الاحتمالية التي قد نتجت عن المخدرات، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية والكشف اللازم باستمرار.
4. المتابعة المنزلية:
وتشتمل المتابعة المنزلية على تقديم بيئة تناسب المدمن المعافى وتساعده على الاستمرار في الرحلة العلاجية.
علاوة على توعية الأسرة وتوضيح أدوارهم المناسبة التي قد تساعد المعافى على المضي قدمًا.
5. المتابعة الاجتماعية:
وتتمثل المتابعة الاجتماعية في إعطاء المدمن الشعور المثالي بالحب والانتماء، وذلك من أجل الاستمرار في العلاج.
علاوة على أنه من الممكن أن تشتمل على مساعدة المعافى على تحسين علاقاته الاجتماعية الحالية.
بالإضافة إلى تكوين علاقات جديدة صحية وسوية، مع تحفيزه على المشاركة في الانشطة الاجتماعية.
وتلخيصًا لما سبق، فإن أهمية متابعة المدمن بعد الشفاء تكمن في مساعدته ليتحسن ويصبح الأفضل بعد مرحلة العلاج، وذلك بسبب الأضرار الصحية والنفسية التي تنتج عن الإدمان والتي لابد من التخلص منها من خلال متابعته ومساعدته.
اترك تعليقاً