أهم الأسباب الأسرية التي تساهم في إحداث الإدمان
1- القدوة السيئة من قبل الوالدين: يعتبر هذا العامل من أهم العوامل الأسرية التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات والمسكرات ويرجع ذلك إلى أنه حينما يظهر الوالدان في بعض الأحيان أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت تأثير المخدر. فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة للأبناء تدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة. وعندما يكون أحد الوالدين من المدمنين للمخدرات أو المسكرات فإن ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على الروابط الأسرية نتيجة ما تعانيه الأسرة من الشقاق والخلافات الدائمة لسوء العلاقات بين المدمن وبقية أفراد الأسرة مما يدفع الأبناء إلى الانحراف والضياع.
2 – انشغال الوالدين عن الأبناء: إن انشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو السفر للخارج وعدم متابعتهم أو مراقبة سلوكهم يجعل الأبناء عرضة للضياع والوقوع في مهاوي الإدمان. ولاشك أنه مهما كان العائد المادي من وراء العمل أو السفر فإنه لا يعادل الأضرار الجسيمة التي تلحق بالأبناء نتيجة عدم رعايتهم الرعاية السليمة.
3- عدم التكافؤ بين الزوجين: ففي حالة عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة . يتأثر الأبناء بذلك تأثيراً خطيراً وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة هي الأفضل من حيث وضع أسرتها المادية أو الاجتماعية. فإنها تحرص أن تذكر زوجها بذلك دائماً. مما يسبب الكثير من الخلافات التي يتحول على أثرها المنزل إلى جحيم لا يطاق. فيهرب الأب من المنزل إلى حيث يجد الراحة عند رفاق السوء. كما تهرب هي أيضاً إلى بعض صديقاتها من أجل إضاعة الوقت. وبين الزوج والزوجة يضيع الأبناء وتكون النتيجة في الغالب انحرافهم.
4 – القسوة الزائدة على الأبناء: إنه من الأمور التي يكاد يجمع عليها علماء التربية بأن الابن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدي به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب منه باحثاً عن مأوى له فلا يجد سوى رفاق السؤ الذين يدفعون به إلى تعاطي المخدرات.
5- كثرة تناول الوالدين للأدوية والعقاقير: إن حب الاستطلاع والفضول بالنسبة للأبناء قد يجعلهم يتناولون بعض الأدوية والعقاقير التي تناولها آباؤهم مما ينتج عن ذلك كثيراً من الأضرار والتي قد يكون من نتيجتها الوقوع فريسة للتعود على بعض تلك العقاقير.
6- ضغط الأسرة على الابن من أجل التفوق: عندما يضغط الوالدان على الابن ويطلبون منه التفوق في دراسته مع عدم إمكانية تحقيق ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبهه أو المنشطة من أجل السهر والاستذكار وتحصيل الدروس. وبهذا لا يستطيع بعد ذلك الاستغناء عنها.
7- خصائص وسمات شخصية المتعاطي التي تتأثر بالتنشئة الاجتماعية داخل الأسرة: مثل ارتفاع سمة العصبية والتوتر والقلق. كما تتصف سمات شخصية المدمن بالخجل والشعور بالنقص وعدم التوافق النفسي والاجتماعي الجيد. وأهمية المخدر بالنسبة للمدمن: خفض التوتر. خفض مستوى الدفاعية. الخروج عن الواقع والهروب من المشكلات النفسية والاجتماعية.
الآثار الإجتماعية للإدمان على الأسرة:
– إعطاء المثل السيئ لأفراد أسرته: لأن المتعاطي بإنفاقه لدخله أو جزء منه على المواد المخدرة غير عابئ بإحتياجات اسرته لا يقدر المسئولـية و يهمل واجباته ويقدم نموذجاً سيـئاً لأولاده. فلا ينشأ لـديهم الشعور بالمسئولـية حيال أسرهم ومجتمعهم مستقبلاً.
– نقل عادة التعاطي لأفراد الأسرة: فتجد أن نتيجة لتكرار تعاطي رب الأسـرة للمخدرات يثيـر فضول الأبناء ويدفعهم إلي التعاطي. كـما قد يرسل الأباء الأبناء لشـراء المخدرات من أماكن بيعها. ومن المعروف أن الأطفال سريعو التأثر بآبائهم وتقليد أفعالهم.
– عدم توافر الأمان فى الأسرة: حيث يكون المنزل بصفة مستمرة عرضة للتفتيش من جانب أجهزة الأمن بحثاً عـما يحـوزه الشخـص أو يحرزه من المخدرات التى يتعاطـها وبالتالى شعـور أفراد الأسرة بعدم الأمان بالإضافة الى شعورهم بعدم قدرة عائلها على حمايتهم.
– فقدان العمل: يحدث تراجع في الأداء الوظيفي, و يمكن أن ينقطع المدمن فترات طويلة عن العمل أو يفصل من عمله, وينعكس ذلك على العائلة, لذلك نجد بأن المدمنين وعائلاتهم يعيشون مستوى أقل من مستواهم.
– التقتير في الإنفاق والإسراف في شراء المخدر: وهذا يقضي بالزوج إلى بيع أثاث بيته. وربما ذهب زوجته. وكل دخله يحوله إلى هذه السموم. فيعيش أفراد الأسرة في حالة فقر وحاجة. مما قد يدفعهم للعمل خارج البيت وهم في مبكرة على ذلك وربما يصل به الأمر إلى التنازل عن تعليم أولاده.
– تكثر في حياة المدمنين من زوج أو زوجة قصص الخيانات الزوجية. ذلك أن المخدر تموت معه الغيرة. ويتبلد معه الإحساس. فيتحول الإنسان إلى بهيمة يفعل كفعلها. فليس لديه ما يحافظ عليه من عرض أو كرامة لذا فالزوجة تخون. والرجل كذلك يخون. وكفى بذلك سبباً لانهيار دعائم ذلك البيت.
– تزايد إنحراف الأطفال: فهناك نسبـة كبيـرة من أبناء متعاطى المخدرات أصـبحوا أطفالا منحـرفين (أحداثاً جانحين) وقد أشارت الدراسـات أن الأسر التى يوجد فيها أفراد منحرفين هم فى الغالب متأثرون بنحو أو أخر من أنمـاط الإنحـراف داخل الأسرة ويتمـثل ذلك فى كون الأب سكيراً أومدمناً على المخدرات.
– فقدان الأبناء للحب والحنان داخل الأسرة: حيث يؤثر تعاطى المخدرات على نمط العلاقات بين الزوجين فيكثر الشجار بينهـما مما يفقد الطفـل الشعور بالأمان لأنه يخاف على مصيره أويتحول الشجار إليه فيضربه أبويه أويقسوان عليه. ويصبح فى وضع متأرجح يملؤه الخوف على مصيره والقلق والإحسـاس بالضياع وقد يؤدى ذلك الى تعاطيه المخدرات فى سن مبكرة.
– التأخر الدراسي: حيث أن تعاطي المخـدرات له آثار سلبية علي النواحي التعليمية للطلاب الذين يتعاطون المخدرات لأنهم يهملون واجباتهم الدراسية ويتغيبون عن دراساتـهم ويميل بعض هؤلاء الطلاب إلي ارتكاب أفعال خارجة عن القيم التعليمية.
– 65% من مدمنى المخدرات يصابون بالعجز الجنسى بسبب تدمير المخدرات للغدة النخامية. 45% من النساء المدمنات يصبن بتوقف الدورة الشهرية. بل وبالعقم بسبب تأثير المخدرات على هرمون الأنوثة. ويؤثر تعاطى الأمهات للمخدرات تأثيراً كبيراً على الجنيـن خلال فترة الحمل ويترتب عليه أن الأطفال يولدون مصابون بأمـراض وتشوهات مختلفة.
– يصعب علاج المدمن بمعزل عن علاج من حوله و ما حوله فكلهم (أو كلها) يحتاجون علاجا لضمان عدم الإنتكاس.
اترك تعليقاً