العلاج المعرفي السلوكي Cognitive Behavior Therapy
ليس تقنيه علاجية واحدة بعينها، بل مصطلح “العلاج المعرفي السلوكي” CBT هو مصطلح عام نطلقه على كل أشكال العلاج التي تنطلق من نفس القاعدة، فهناك العديد من أشكال العلاج المعرفي السلوكي مثل العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني .
Rational Emotive Behavior Therapy , العلاج المعرفي
Cognitive Therapy, والعلاج المعرفي الدياليكتي Dialectic Cognitive Behavior Therapy وغيرها، وتشترك جميع أشكال العلاج فيما بينها في عدة خصائص:
1- الارتكاز على نموذج معرفي للاستجابات الانفعالية:
فكرة العلاج المعرفي السلوكي هي “أن أفكارنا هي السبب وراء مشاعرنا وسلوكياتنا وليس الأشياء السطحية أو الخارجية كالناس. أو المواقف أو الأحداث”، ونفع هذه الفكرة هو أننا نستطيع أن نغير طريقة تفكيرنا لنشعر ونتصرف بشكل أفضل حتى وان لم تتغير المواقف.
2- المعرفي السلوكي هو علاج مختصر ومحدد بوقت:
يعتبر واحد من أهم طرق العلاج الفعالة لعلاج الادمان التي تأتي بنتائج سريعة، متوسط جلسات العلاج هو 16 جلسة في جميع أشكال العلاج أو حتى في جميع الاضطرابات.
التي يقوم بعلاجها وهو يخلف هنا عن العلاج بالتحليل النفسي الذي يستلزم سنوات وما يجعل العلاج السلوكي. موجزا ومختصرا هو طبيعته التثقيفية التي تجعل عملائه وكأنهم في عمل مستمر حتى بعيدا عن مراكز العلاج.
ثم أن هناك نقطة معينة ينتهي عندها العلاج وهذه النهاية يقررها كل من العميل والمعالج على حد سواء بمعنى أن العلاج السلوكي. ليس مفتوحا أو بلا نهاية ونحن في بداية العلاج نشرح للعميل هذه النقطة جيدا ونفهمه أن العلاج محدد الوقت.
3- قيام علاقة علاجية ناجحة هو أمر هام في نجاح العلاج ولكنه ليس كل ما في الأمر:
بعض أشكال العلاج الأخرى ترى أن العنصر الأساسي في نجاحها هو بناء علاقة إيجابية بين العميل المعالج ويعترف السلوكي المعرفي. بأهمية هذه النقطة ولكنها ليست وحدها كافية.
فالعلاج السلوكي يرى أن التغيرات التي تحدث للعميل تحدث لأنه قد تعلم كيف يفكر بشكل مختلف فيركز المعالج على تعليم مهارة “إعانة واستشارة النفس”.
4- المعرفي السلوكي هو جهد متعاون بين العميل والمعالج:
يسعى العلاج السلوكي لتعليم المريض كيف يبني حياته ويحدد أهدافه ومن ثم يساعده على تحقيق هذه الأهداف. ودور المعالج هو الاستماع والتعليم والتشجيع بينما دور العميل هو التركيز فيما يسمع وأن يتعلم ويوظف ما تعلمه.
5- المعرفي السلوكي ملامح فلسفية:
لا تشدد معظم أفرع العلاج السلوكي المعرفي على الوصول للرصانة أو الانسجام العقلي التام. فلا يخبرنا العلاج السلوكي المعرفي بما يتوجب علينا من أحاسيس. وإن كانت الغالبية العظمى تقصد العلاج المعرفي السلوكي بهدف أن تتبدل مشاعرهم التي يشعرون بها والتي هي في الغالب مشاعر مؤلمة وغير سارة.
أما الأفرع العلاجية التي تهتم برصانة السلوك والانسجام العقلي التام فهي تشدد على تعلم أهمية المشاعر, ففي أسوأ الأحوال فعليك أن تتمالك رباطة جأشك وأن تهدأ إن واجهك موقف غير مرغوب.
وتشدد هذه العلاجات على حقيقة مفادها أننا نقابل الكثير من المواقف غير المرغوبة والمشاكل وإن تركنا أنفسنا. نغضب فنحن هنا نكون بصدد مشكلتين المشكلة الأولى هي مشكلة الموقف غير المرغوب فيه والمشكلة الثانية هي مشكلة غضبنا.
معظمنا يريد أن يواجه عدد أقل من المشاكل قدر الإمكان لذا فإن تعلمنا كيف نهدئ من أنفسنا بشكل أفضل. كلما واجهتنا المشكلات فنحن ليس فقط نشعر بارتياح ولكنا نضع أنفسنا في حالة تمكننا من توظيف طاقتنا وذكائنا ومعارفنا في حل المشكلة.
6-المعرفي السلوكي يستخدم المنهج السقراطي
يسعى العلاج السلوكي لأن يفهم العملاء بشكل جيد جدا ما يقلقهم وكثيرا ما يكون هو محور استفساراتهم وتكثر أسئلتهم. حوله مثل: “كيف أعرف على وجه الحقيقة إذا كان هؤلاء الناس يضحكون عليّ أم يضحكون على شخص آخر”.
7- العلاج المعرفي السلوكي هو علاج توجيهي منظم:
هناك هدف محدد ومسبق لكل جلسه علاجيه ولكل مفهوم يتم تعليمه في كل جلسه وينصب تركيز العلاج السلوكي على “أهداف” العميل وما يريده هو لا أن نصنع لهم أهدافا أو نملي عليهم ما يريدون بل نحن موجهون نوضح للعميل كيف يشعر ويتصرف بالطرق التي توصله لمبتغاه… نحن لا نقول للعميل ماذا يفعل بل كيف يفعل.
8-المعرفي السلوكي يعتمد على نموذج تعليمي:
يقوم العلاج المعرفي السلوكي على افتراض علمي داعم يقول أن “مشاعرنا وتصرفاتنا متعلمة” ويعمل على هذا الافتراض. فيساعد العميل على أن يتجاهل ردود الأفعال غير المرغوبة وأن يتعلم بدلا منها أفعال أخرى جديدة مرغوب فيها.
وأهمية التعلم في العلاج السلوكي هو أن نتائجه طويلة الأمد فإذا عرفنا لماذا وكيف يتحسن أداؤنا فسوف نستمر في عمل. ما يجعلنا نؤدي بشكل أفضل، فالعلاج المعرفي السلوكي ليس مجرد كلام فنحن نستطيع أن نتحدث مع أي شخص.
9- تعتمد نظرية المعرفي السلوكي وتقنياته على المنهج الاستقرائي:
من الأساسيات التي يعتمد عليها العلاج العقلاني “الواقع الحالي” فنحن عندما نغضب بسبب أشياء ما ففي واقع الأمر هذه الأشياء ليست ما يغضبنا ولكننا نغضب لأنها خالفت توقعاتنا.
والمنهج الاستقرائي يحثنا على رؤية أفكارنا بشكل آخر فيدعونا لرؤيتها كـ”افتراضات” قابله للنقاش والتجريب وإذا توصلنا إلى أن هذه الافتراضات (الأفكار) غير صحيحة .
ودائما ما نصل لهذا القناعة بعد استسقائنا لمعلومات جديدة- فعندها نصبح قادرين على تغييرها ورؤيتها كما هي بالفعل وحينئذ سنكون قد وضعنا قدمنا على الدرب الصحيح.
10- الواجب المنزلي (أو البيتي) أساس من أساسيات العلاج
لنتعلم جدول الضرب فنحن بحاجة للدراسة ساعات حتى نحفظه وربما استعنا ببعض الأدوات التعليمية،
فعلينا أن نتمرن ونمارس التقنيات التي تعلمناها لساعات في الأسبوع تكون مخصصة لهذا الهدف فيحث العلاج المعرفي السلوكي عملائه بأن يجعلوا من هذه الأمور واجبا منزليا يقومون به.
Leave a Reply