لا تقتصر طرق علاج الإدمان على طريقة واحدة فقط، بل أنها تشتمل على عدد من الطرق المُختلفة حسب حالة كل مريض، ولكن في نفس الوقت فإن أغلب مراحل علاج الإدمان متشابهة، وبالتالي سنقوم بتوضيح كل ما يخص علاج الإدمان وطرق العلاج وما إلى ذلك.
التحديات التي يوجهها المدمن
في الحقيقة فإن المدمن يواجه بعض التحديات عند البحث عن طرق علاج الإدمان، وتتنوع هذه التحديات ما بين تحديات نفسية وتحديات اجتماعية واخلاقية، ومن أبرز وأهم هذه التحديات:
التحديات الاجتماعية:
يستمر المدمن في الشعور بالخجل مما قام به، وذلك على الصعيد المجتمعي والأسري كذلك، وبالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان قد يتعرض للرفض أو الطرد في العمل.
ومن المرجح أن يضطر إلى الابتعاد عن اسرته وابنائه، مما يزيد من شعوره بالحزن والوحدة وبالتالي يلجأ إلى التعاطي مرة أخرى للهروب من الحزن.
عدم فعالية طرق علاج الإدمان:
علاوة على ذلك فإن وجود خلل في أنظمة علاج الإدمان يعتبر تحدي من ضمن التحديات التي يواجهها المريض أثناء مرحلة علاجه.
ولذلك فإن المدمن يشعر بقلة الثقة وفقدان الشغف ناحية العلاج.
كما أنه يفقد ثقته الكاملة في كافة برامج علاج الإدمان، مما يؤدي إلى الانتكاسة والرغبة في تعاطي جرعات أكبر.
دور الأسرة في علاج الإدمان:
ولا شك أن الأسرة لها دور الفعال في رحلة العلاج، وبالتالي فإن المدمن يواجه بعض التحديات فيما يخص الأسرة.
فإذا كانت الأسرة غير متفاهمة، قد يؤثر ذلك على قرار ورغبة المريض في العلاج.
وبالتالي لابد من مساندة الأسرة للمريض بكل طاقتهم، ودعمه بشكل مستمر للاستمرار.
دور البرامج العلاجية:
يعتقد الأغلب أن الانتكاسة تأتي بدون سبب أو مقدمات، ولكن في الحقيقة فإن هذا الأمر غير صحيح، بل أن الأمر تراكمي.
وبالتالي يمكننا التأكيد على أن الانتكاسة تحدث نتيجة لتراكم الأفكار السلبية بخصوص التعاطي وكيف يُساعد في نسيان الهموم أو المشاكل.
ومن هنا يأتي دور البرامج العلاجية والتي تساهم في الوقاية من شر الوقوع في الإدمان مرة أخرى.
أقرا أيضًا:
كيف التعامل مع المدمن المتعافي
طرق علاج الإدمان
تشتمل طرق علاج الإدمان على اتباع بعض الخطوات أو المراحل، والتي من خلالها يمكنك التخلص من الإدمان بشكل كامل، ومن أهم هذه الخطوات:
1. اتخاذ قرار العلاج
وبالنسبة لأول خطوة في العلاج هي اتخاذ القرار بهدف التوقف عن التعاطي، ومن ثم بدء مرحلة العلاج.
وتتم هذه الخطوة بطريقتين، الخطوة الأولى تتمثل في طلب المساعدة الطبية من أي مركز من المراكز العلاجية للإدمان.
وبالنسبة للثانية فهي بدء خطوات التعافي بمفردك من خلال اتباع بعض البروتوكولات، ولكن لا ينصح باتباع هذه الطريقة سوى للضرورة القصوى.
2. القيام بفحص طبي شامل
وبعد ذلك يأتي دور البدء في العلاج بشكل فعلي وذلك من خلال الخضوع إلى فحص طبي دقيق وشامل لمعرفة الحالة الصحية للمريض.
بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل مثل تحليل الفيروسات والمخدرات لمعرفة نسبة المخدر في الجسم، كما يتم إجراء تحليل صورة دم كاملة.
3. اختيار برنامج علاج الإدمان المُناسب
ولاتباع طرق علاج الإدمان بشكل صحيح، يجب على المريض اختيار البرنامج العلاجي المناسب له.
ولا يتم اختيار هذا البرنامج بشكل عشوائي بل أن الفريق الطبي يعمل على اختيار البرنامج المناسب لكل حالة.
4. علاج الأعراض الانسحابية
وبمجرد الشروع في عملية علاج الإدمان، ستبدأ مرحلة علاج أعراض الانسحاب، وتعتبر هذه المرحلة من أصعب المرحلة وذلك بسبب ما يشعر به المريض من أعراض انسحابية.
وتشتمل هذه الأعراض الانسحابية على الشعور بالاكتئاب والحزن.
بالإضافة إلى اضطرابات النوم والرغبة في الانتحار، والإصابة بالهلاوس البصرية أو السمعية.
5. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي
ومن خلال هذه المرحلة، يبدأ المريض في اتباع بعض الأساليب الإيجابية ضمن بروتوكول علاجي نفسي بهدف تغيير سلوكيات المريض وأفكاره السلبية.
بالإضافة إلى توضيح طرق مُختلفة للتعامل مع المشاعر السلبية والاكتئاب والتوتر التي قد يشعر به المريض.
مع وجود عدد من الجلسات الجماعية النفسية ومن خلالها يُمكن للمريض التعرف على من الأشخاص مشتركين في رحلة علاج الإدمان.
6. علاج الاضطرابات النفسية
وفي هذه المرحلة من طرق علاج الإدمان يتم معالجة جميع الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان مثل الاكتئاب والقلق.
بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى كنوبات الشك، والهلاوس وذلك من خلال اتباع بروتوكول علاجي نفسي ودوائي.
7. التأهيل الاجتماعي
وفي هذه المرحلة يتم تأهيل المريض اجتماعيًا حتى يتمكن من التأقلم في العالم الخارجي.
بالإضافة إلى تشجيعه على التعامل مع ضغوطات الحياة بدون اللجوء إلى الهروب.
كما يجب مساعدته على العودة إلى حياته الدراسية أو المهنية من خلال تطبيق بعض الأفكار الإيجابية.
8. تجنب العوامل التي تشجعك على التعاطي
ومن خلال هذه المرحلة، يقوم الطبيب المعالج بتحديد أبرز وأهم المحفزات للعودة إلى الإدمان والانتكاسة.
وتختلف هذه المحفزات حسب كل شخص، ففي بعض الأحيان تكون الأماكن أو الأصدقاء، وبالتالي يُساعد الطبيب المعالج المريض حتى يتمكن من الابتعاد عن هذه المحفزات وتجنبها.
9. استمرار المتابعة بعد مرحلة العلاج
وبعد اتباع طرق علاج الإدمان، تأتي أخر مرحلة والتي تستمر لوقت طويل حتى بعد الخروج من المستشفى وممارسة الحياة الطبيعية.
ومن خلال هذه المرحلة يتم اتباع برنامج للمتابعة بهدف تجنب التعاطي مرة أخرى من خلال التجمع بصفة دورية مع المريض سواء إن كانت في جلسات جماعية أو فردية.
بالإضافة إلى القيام بعدد من التحاليل المُختلفة ومن أهمها تحليل المخدرات للتأكد من عدم رجوع المُدمن للتعاطي مرة أخرى.
طرق علاج الإدمان في المنزل
لا يُنصح باستخدام طرق علاج الإدمان في المنزل سوى في بعض الحالات، مثل عدم قدرة المريض على الذهاب إلى المستشفى وتلقي العلاج هناك.
وبالتالي يلجأ المريض إلى اتباع طرق أخرى لعلاج الإدمان في المنزل، ولكن في نفس الوقت لابد من متابعة مرحلة العلاج مع طبيب متخصص في علاج الإدمان.
وتشتمل طرق علاج الإدمان في المنزل على بعض وهي:
- تشخيص المريض والقيام ببعض الفحوصات والتقييمات الشاملة بهدف معرفة الأعراض الانسحابية التي قد تظهر على المريض.
- علاوة على تشخيص كل من حالته النفسية أو الجسدية، ومن ثم اتباع بروتوكول علاجي مُناسب لحالة المريض.
- ويشتمل البروتوكول العلاجي على جزء نفسي وجزء أخر جسدي، وبالتالي يقوم الطبيب بتحديد برنامج العلاج المنزلي الذي سيناسب المريض.
- بالإضافة إلى قيام الطبيب بجدول محدد خاص بالزيارات والمتابعة خلال اليوم للمساعدة في أي وقت يحتاج فيه المريض إلى ذلك.
- كما يقع على عاتق الطبيب المعالج مسؤولية علاج المريض نفسيًا وذلك من خلال القيام بعدد من الجلسات النفسية.
- ومن خلال هذه الجلسات يتم التعريف بالطرق العلاجية السلوكية والنفسية، والوسائل العلاجية للإدمان في المنزل.
- بالإضافة إلى تشجيع المريض لمواجهة الحياة مرة أخرى، والعودة إلى حياته الاجتماعية مجددًا.
وفي ختام مقالنا، أوضحنا حقيقة تنوع طرق علاج الإدمان حسب حالة كل مريض، فعلى الرغم من تشابه مراحل العلاج بعض الشيء، إلا أن كل مريض له بروتوكول علاجي مُختلف عن غيره من المرضى، ويتم تحديد الأمر من قبل الطبيب المعالج للمريض.
اترك تعليقاً