علاج ادمان المخدرات
علاج ومكافحة ادمان المخدرات قبل البدء بعلاج المتعاطي يجب تحديد احتياج المدمن من المخدر حتى يتقرر له العلاج المناسب مع البحث عن ظروفه الداخلية والخارجية في الماضي والحاضر فالاضرار الصحية المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن تعاطي المخدرات تتفاوت كثيرا والاجهزة الطبية التي تباشر العلاج من الادمان هي غالبا غير كافية وغير مؤهلة.
ولا شك في ان طريقة الانسحاب او المنع التدريجي للتعاطي بالاقلال من كمية المخدر
التي يتناولها المدمن هي من انجح الوسائل لعلاج معظم مدمني المخدرات هذا بالاضافة
الى تحسين ظروف البيئة المحيطة التي لها علاقة بالتعاطي ومحاولة ايجاد بدائل مناسبة
والاقلال من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية او الاحساس بالاحباط واثار البطالة
وغيرها
وتختلف وسائل علاج الادمان تبعا لاختلاف ظروف المتعاطين والبيئة التي يعيش فيها
خطوات :-علاج ادمان المخدرات
المرحلة لاولى – علاج ادمان االمخدرات المعالجة الطبية :-
نبدأ اولا بالعلاج الطبي كونه الاكثر الحاحا من باقي العلاجات وهذا العلاج يجب ان
يعطى ضمن مستشفى وبشكل افضل ضمن مستشفى خاص بالامراض النفسية لان فهم المدمن يسهل
العلاج واتخاذ الاجراء المناسب.
فالمدمن في غالب الاحيان غير ناضج عاطفيا سريع
الانفعال فوري التصرف قليل الجلد والصبر يريد اشباع نهمه بسرعة وبدون انتظار ضعيف
الارادة وغير قادر على تحمل الالم والازعاج مهما كانا طفيفين هذا من جهة.
ومن جهة
اخرى نجد عوارض التوقف عن المخدرات التسبب بالالم المبرح والحاحات كثيرة لا يمكن
للانسان العادي تحملها فكيف بالمدمن لذلك يجب ادخال المدمن للمستشفى اذا اردنا
معالجته
وهناك طريقتان يمكن استعمالها
الطريقة الاولى :-
بأن يعطى المدمن كمية من المخدر تقل يوما بعد يوم بحيث اننا نصل في النهاية الى حذف
المخدر كليا
الطريقة الثانية :-
تقتضي بحذف المخدر نهائيا من البداية وبشكل كامل ثم يعطى المريض ادوية لتغطية عوارض
الانقطاع عن المخدر وذلك لبضعة ايام ويكون خلالها المريض مستسلم للنوم على ان يفيق
بعد ذلك.
وقد زالت عوارض التوقف عن المخدر عنه ويمكن متابعة العلاج الطبي بكميات
قليلة من الادوية هذا بالاضافة الى مجموعة من الفيتامينات والتغدية اللازمة لاعادة
بناء صحة المريض الجسدية التي غالبا ما تكون سيئة
المرحلة الثانية المعالجة الاجتماعية :-
هذه المعالجة تتطلب جهودا جبارة سواء على صعيد المريض الشخصي او على صعيد المجتمع
عامة
غالبا ما يكون المريض ينتمي الى عائلة ينقصها الاتزان والانسجام بين افرادها اما
لاسباب نفسية او مادية
1- العلاقات الأسرية.
2- تعاطي الأبوين أو أحدهما للمخدرات.
3- تأثير جماعات الأصدقاء.
4- السلوك المنحرف للشخص.
5ـ- درجة التدين.
6- وجود المخدر.
6- التدخين وشرب الخمر.
7- وسائل الاتصال الجماهيري.
8- الثقافة السائدة.
9- المستوى الاجتماعي الاقتصادي.
فتلك الظروف تسهم الى حد كبير في جعل الادمان امرا سهلا بالنسبة لصاحبه ومعالجة هذه
الامور تعتبر من الامور الاساسية لعلاج من الادمان وتقتضي اشراك اختصاصيين في
اليربية وعلم النفس والترفيه والرياضة
المرحلة الثالثة اعادة التأهيل :-
ويحصل المدمن على التأهيل عادة من مؤسسات خاصة يدخل اليها المدمن ويخضع لاساليب
التواب والعقاب بمعنى انه كلما تجاوب المدمن مع قوانين المؤسسة يعطى مكافأة مادية
او معنوية وكلما تجاوب مع القوانين المفروضة حصل على المزيد ن المكافأت وكلما خالف
القوانين سحبت منه المزيد من الامتيازات التي حصل عليها
كما يرسل المدمن الى المكان المناسب ليتعلم المهنة التي توافق ميوله او دراسته ان
كان انهى تعليمه او يرسل الى المدرسة ان كان لا يزال في سن الدراسة
ويفشل العلاج من الادمان لاسباب عديدة منها :
1-عدم علاج الاسباب التى افرزت المدمن .
2-الاعتماد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات
ومهدئات بديله فقط مما يتسبب فى كثرة الانتكاس .
3- عدم التشخيص الدقيق الذى يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية المصاحبة
أو المسببة للأدمان , ثم تقديم علاج متكامل يتضمن الدوائى و العلاج النفسى
بأساليب متعددة ( خاصة العلاج الجمعى والعلاج النفسى الدينى بمنهج علمى ).
تحت اشراف
أطباء نفسيين متخصصين و مدربين لأن الأدمان مرض نفسى مصنف عالميا يصيب الوظائف
البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض , وهو ليس مجرد مشكلة عادية يمكن أختراقها
من جانب واحد أو باجتهادات شخصية ..
4-لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى يعد
وفقا لحالة وظروف كل مدمن ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الادمان
والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على
تحمل الظروف الصعبة
5-أن العلاج والتوعية عن طريق الترهيب بقصص ونصائح يضر اكثر مما يفيد , فالمدمن
لايسمع ولا يهمه إلا اللذة الفورية المباشرة .
6-المدمن لا يقرأ ولايشاهد النصائح المطبوعة أوالمنشورة عبر وسائل الاعلام والتى
تتكلف اللآلاف والملايين ويعتبرها نوعا من المبالغة والنصائح الساذجة المدفوعة
الآجر…
7-عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد
العائلة , ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج
مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات.
لمساعدة الفرد المريض على مواجهة
اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان
والسلوكيات المؤدية إليه.. ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على
المال ..
8-تدريب افراد الاسرةعلى الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس .
9-تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة ان بعضها
من مشتقات البنزوديازبينز مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى
الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .
10-توفير فرص للشباب للعمل وعدم البطالة وممارسة الانشطة والهوايات ,والتعبير عن
آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الادمان وممارسة الغرائز ,
وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على العلاج الذاتى للقلق والاحباط وسرعة الغضب
والانفعال التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان أو التطرف .
11-ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل العلاج من الادمان ..
من أهمها ان العلاج من الادمان ليس – كما ذكرنا – فى سحب العقار من الجسم ولا فى
توقف المدمن عن تعاطيه .. فكل ذلك لا يمثل إلا مرحلة اولى لاتكتمل إلا بعلاج
الاسباب الأعمق لان الادمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة ..
أما السبب الكامن فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم ومعاناة المريض من مرض نفسى
لم يعالج ( كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية
او مشكلات حادة ويلجئون للأدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ ).
12- ضعف ايمان المتعاطى , ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة
المخلصة والعلاقات الوجدانية الناضجة التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل
سقوطه في هاوية الأدمان .
13-الاخطاء التى يرتكبها بعض هواة العلاج من الادمان والمنتفعين والدجالين تكرس
اليأس من الشفاء و تعمق مأساة الادمان وتحول دون حلها .
ختاما المدمن مريض بحاجة الى علاج لا الى التستر والكتمان ولا النبذ والاستبعاد
والمدمن بعد فترة العلاج من الادمان يستحق منا التشجيع واحترام عزيمته لترك هذه
الآفة لا ان نعامله دوما كمجرم وان لا نهمش دوره في الحياة وبناء الوطن
علينا ان نعطيه التشجيع ونطوي صفحة الماضي حتى لا ندفعه للعودة الى الادمان فكل ابن
آدم خطآء وخير الخطائون التوابين
علاج الادمان مسئوليتنا جميعا.
اترك تعليقاً