يعتقد البعض أن الإدمان مرض عائلي وذلك بسبب أن المدمنين أبنائهم غالبًا ما يكونوا مدمنين مثلهم، وبالتالي فإن هذا الاعتقاد شائع بين الكثير من الناس في الحقيقة.
ما هو الإدمان؟
المقصود بالإدمان هو الاستمرار في تعاطي المخدرات على الرغم من معرفة الأضرار الصحية الناتجة عنه.
بالإضافة إلى أنه لا يستطيع المرء التوقف عن تعاطي المخدرات على الإطلاق وذلك بسبب اعتماده النفسي والجسدي على المخدرات.
لماذا يسمى الإدمان مرض عائلي؟
يُسمى الإدمان مرض عائلي وذلك بسبب أن الجينات الوراثية تلعب دور مهم في الإصابة بالإدمان.
وذلك بسبب اكتشاف جين مسؤول بشكل كبير على تحفيز مادة الدوبامين في المخ، والتي ينتج عنها الشعور بالسعادة والرضا.
وبالتالي فإن هذا الجين يقوم بنقل الإدمان مباشرة من خلال الحمض النووي للآباء، ولكن في الوقت ذاته فإن الجين غالبًا ما يكون خامل.
بالإضافة إلى أنه يتم تنشيطه من خلال وجود بعض الأسباب أو المحفزات التي تدفع نحو التعاطي وحينها ينشط الجين.
علاوة على وجود أسباب غير مباشرة مثل توافر بعض الاضطرابات النفسية الوراثية التي تؤدي إلى التعاطي.
وبالتالي فإن الإدمان مرض عائلي بشكل ما، وذلك لأن كل عائلة لها تاريخ إدماني قد يؤدي ذلك إلى نقل المرض لأبنائهم.
وفي بعض الأحيان فإن الإدمان يكون مكتسب وليس وراثي، وبالتالي فإن الأمر يختلف من فرد لأخر.
ووفقًا لذلك يمكننا استنتاج أن الإدمان من الممكن أن يكون عائلي، ومن الممكن أن يكون سلوك مكتسب لمواجهة ظروف معينة.
تعرف على: كيفية تعاطى المخدرات
الأمراض النفسية الوراثية التي تؤدي إلى الإدمان
1. الاكتئاب:
يعتبر الاكتئاب واحدًا من الأمراض النفسية والوراثية في الوقت ذاته، كما أنه يعتبر حافز للإدمان.
وبالتالي فإن بعض مرضى الاكتئاب يلجؤون لتعاطي المخدرات بهدف الخروج من الاحساس بالحزن واليأس.
2. الفصام:
وبالنسبة لمرض الفصام فإنه ينتقل عبر الوراثة كذلك، وبالتالي فإن يجعل الإدمان مرض عائلي من خلال اللجوء له للتعاطي.
وذلك السلوك العدواني والهلاوس التي يعاني منها المريض نتيجة لمرض الفصام.
3. الوسواس القهري:
صُنف الوسواس القهري على أنه مرض نفسي ينتج عنه حالة من حالات التوتر والقلق.
بالإضافة إلى فقدان القدرة على السيطرة على جميع الأفكار الوسواسية مما يؤدي إلى لجوء المريض لتعاطي المخدرات.
وذلك بهدف الهروب من أعراض الوسواس القهري التي تؤرق يومه.
4. اضطراب ثنائي القطب:
وفيما يخص اضطراب ثنائي القطب وما ينتج عنه من تقلبات مزاجية فإنه يعتبر الإدمان مرض عائلي.
وذلك بسبب اللجوء إلى تعاطي المخدرات لتجنب هذه المشاعر والابتعاد عنها قدر الإمكان.
وتتضمن هذه المشاعر حالات الهوس والاكتئاب، بالإضافة إلى تقلب المزاج المستمر بدون أي أسباب واضحة.
5. اضطراب ما بعد الصدمة:
ينتج عن التعرض إلى الصدمات العنيفة اضطرابات نفسية وبالتالي فإن تعاطي المخدرات يعتبر حل مثالي بالنسبة للمريض للهروب من الواقع.
وخصوصًا أنه يرى أن العالم المحيط به عالم سلبي ومزيف فبالتالي فإنه يلجأ إلى صناعة عالم أخر له من خلال تعاطي المخدرات.
تعرف على: مضادات الاكتئاب الطبيعية
كيف تتجنب أن يكون الإدمان مرض عائلي؟
للابتعاد عن احتمالية أن يكون الإدمان مرض عائلي فإن هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها وتتمثل في:
1. علاج الاضطرابات النفسية بسرعة:
بالنسبة للعائلات الذين يحملون تاريخ إدماني، فلابد من مراقبة ظهور أي اضطرابات نفسية أو عقلية على المراهق.
ومن أهم هذه الاضطرابات الانفعال أو الغضب، بالإضافة إلى الميل نحو التصرف بعدوانية.
وفي حالة ظهور أيًا منها فلابد من ضرورة استشارة طبيب متخصص وعلاج هذه الاضطرابات النفسية سريعًا قبل أن تتفاقم.
2. توفير بيئة أسرية هادئة:
تعتبر الخلافات الأسرية من أسباب الإدمان وبالتالي كلما كانت الأسرة هادئة ومليئة بالحب.
كلما كان من السهل تجنب أن يكون الإدمان مرض عائلي أو وراثي بين أفراد الأسرة.
3. تجنب الاختلاط بأفراد مدمنين من العائلة:
علاوة على ضرورة تجنب التعامل أو الاختلاط بأفراد مدمنين بداخل الأسرة، لأن معرفة وجود متعاطي داخل الأسرة يؤدي إلى خلق نوع من التسامح.
بالإضافة إلى اعتبار تعاطي المخدرات أمر مقبول وبسيط مما يؤدي إلى انتقال السلوك الإدماني للمراهق.
4. الابتعاد عن التدخين:
في بعض الأحيان فإن التدخين يعتبر الطريق الأول لتعاطي المخدرات، وبالتالي يجب الابتعاد عن التدخين بقدر الإمكان.
علاوة على تجنب محفزات التدخين لتجنب التدخين ومن ثم تعاطي المخدرات في مرحلة متأخرة.
5. الاندماج في المجتمع:
من الضروري أن يسعى الآباء إلى دمج الأبناء في المجتمع وذلك من خلال مساعدتهم على الاشتراك في العديد من الأنشطة الاجتماعية للشعور بالانتماء.
بالإضافة إلى تقليل الشعور بالرهاب الاجتماعي، أو الشعور بالوحدة والفراغ واللذان يعتبران سببًا من أسباب إدمان المخدرات.
6. تأجيل الحمل في حالة تعاطي المخدرات:
لتجنب أن يكون الإدمان مرض عائلي فلابد من تجنب الحمل تمامًا في حالة ما إذا الأب أو الأم مدمن على المخدرات.
علاوة على أنه يجب أن يخضع المريض إلى علاج الإدمان من الجذور بهدف عيش حياة طبيعية وإنجاب أطفال أسوياء نفسيًا وجسديًا.
وتلخيصًا لما سبق، يمكن اعتبار أن الإدمان مرض عائلي في الكثير من الأحيان وذلك بسبب وجود بعض الجينات الوراثية التي تنقل هرمون الدوبامين وتحفزه من خلال الحمض النووي.
Leave a Reply