إعادة التأهيل من الإدمان هي الخطوة التالية بعد علاج الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن المخدر، وبالتالي فإنه يتم تأهيل المريض ليتمكن من التعامل مع العالم الخارجي مجددًا.
ما هو مفهوم إعادة التأهيل من الإدمان؟
الهدف الأساسي من عملية إعادة التأهيل هو الحرص على التعافي تمامًا من المخدرات، وبالتالي بدء حياة جديدة خالية من المشاكل النفسية.
وتتمثل تلك المشاكل النفسية في بعض الاضطرابات النفسية التي تنتج عن تعاطي المخدرات لفترات طويلة.
وبالتالي فإن برامج التأهيل تساعد في الوصول إلى مرحلة التعافي تمامًا من المخدرات وآثارها السلبية.
مميزات إعادة التأهيل من الإدمان
تشتمل هذه البرامج على العديد من المميزات الرائعة التي تجعلها ضرورية لعلاج المريض تمامًا، ومن أهم هذه المميزات:
1. تأهيل المريض اجتماعيًا:
من خلال هذه البرامج فإنه يتم تأهيل المريض بشكل اجتماعي وذلك عن طريق دمجه في المجتمع.
بالإضافة إلى مساعدته لتعلم مهارات مختلفة للتمكن من حل مشاكله، علاوة على التأقلم عليها ومعرفة كيفية العيش بدون مخدر.
2. تعلم تقنيات الاسترخاء:
كما أن إعادة التأهيل من الإدمان يساعد في تعلم طرق مختلفة للاسترخاء، وذلك من خلال تعليم المريض أساليب الاسترخاء.
علاوة على أن هذه الأساليب تساعد في التقليل من حالات القلق والتوتر مما يساعد على الاسترخاء لفترات طويلة.
ويتم اختيار هذه الأساليب على حسب ما يوجهه المريض من صعوبات على التأقلم على عدم وجود المخدر في حياته مجددًا.
وبالتالي من أهم الأساليب أو التقنيات التي يمكن اختيارها هو التنفس بعمق شديد، بالإضافة إلى التحدث الإيجابي للذات.
علاوة على أنه يتم استخدام تقنيات النفور من المخدرات وذلك من خلال ربط تأثير المخدرات مع ذكريات سيئة للنفور منها.
3. تغيير السلوكيات السلبية:
تعتبر هذه النقطة من أهم نقاط إعادة التأهيل من الإدمان حيث أنها تساعد في تغيير السلوكيات السلبية للمريض.
علاوة على تغيير أفكاره تجاه نفسه، وبالتالي يبدأ المريض في تقبل ذاته وحبها مما يساعد في زيادة تقديره لذاته.
ولذلك يسعى المريض إلى استبدال أفكاره السلبية بأخرى إيجابية، كما أن ذلك يمنح المريض الثقة الكافية للتعامل مع المواقف الصعبة كذلك.
4. حل المشكلات:
تساهم عملية إعادة التأهيل من الإدمان في تحديد المشاكل التي يعاني منها المريض وبالتالي وضع استراتيجيات مختلفة لمواجهة هذه المشاكل.
وبالتالي فإن هذه البرامج تساعد في حل المشكلات التي تواجه المريض مما يزيد من ثقة المريض لنفسه وشعوره بالقدرة على السيطرة الموقف.
تعرف على: خطوات تأهيل المدمن المتعافي
كم تستغرق مدة إعادة التأهيل من الإدمان للفرد؟
وفيما يخص مدة التأهيل نفسيًا واجتماعيًا فإنها هناك بعض البرامج العلاجية التي تستغرق شهر فقط.
في حين أن هناك بعض البرامج التي تستغرق شهران، أو ثلاثة شهور، وهناك برامج أخرى قد تصل إلى 6 أشهر.
ومن الجدير ذكره أنه كلما طالت مدة العلاج كلما كانت النتائج أفضل.
والمرضى الذين يستخدمون برامج إعادة التأهيل من الإدمان لفترات طويلة هم أكثر عرضة لتجنب الانتكاسة تمامًا.
ولكن في نفس الوقت فإن تحديد الفترة العلاجية المناسبة يتم اختيارها من قبل الطبيب نظرًا لبعض العوامل مثل تاريخ التعاطي ونوع المخدر وما إلى ذلك.
أقرأ أيضًا عن الإدمان على المخدرات
كيفية إعادة التأهيل من الإدمان؟
يتم التأهيل من خلال اتباع بعض الخطوات الأساسية والبرامج والتي تساعد في علاج الإدمان ومنها:
1. العلاج النفسي:
يشتمل البرنامج على بعض جلسات العلاج النفسي، والتي تساعد في علاج الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان.
علاوة على أنه يتم تغيير سلوكيات المريض السلبية ومعتقداته الخاطئة المتعلقة بالمخدرات، واستبدالها بسلوكيات إيجابية.
2. توفير مجتمع علاجي داعم:
بالإضافة إلى إعادة التأهيل من الإدمان يشتمل على توفير مجتمع داعم وذلك من خلال الخضوع إلى الجلسات الجماعية والتي تساعد في نجاح عملية التفاعل.
وذلك عن طريق خضوع المريض إلى العلاج مع أشخاص متشابهين معه في الظروف الصحية والاجتماعية والنفسية مما يساعد في تغيير حياته وسلوكيًا.
علاوة على أنه يتم استخدام هذا النوع من العلاجات بهدف تحفيز المرضى على استكمال عملية العلاج وتجنب الانتكاسة.
3. العلاج السلوكي المعرفي:
وفي مرحلة العلاج السلوكي المعرفي فإن المريض يخضع إلى بعض الاختبارات النفسية وذلك لتحديد مدة التعاطي.
بالإضافة إلى معرفة السلوكيات الناتجة عن التعاطي، ومن ثم يتم استخدام استراتيجيات محددة للتدرب عليها.
وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تعلم طرق إدارة الوقت بشكل صحيح مما يساعد في التقليل من أوقات الفراغ والابتعاد عنها.
كما أنه يتم مساعدة المريض للابتعاد عن جميع محفزات الإدمان والتي قد تشجعه على الانتكاس سواء إن كانت نفسية أو مادية.
4. علاج الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان:
علاوة على ذلك فإنه يتم تحديد الاضطرابات النفسية التي نتجت عن تعاطي المخدرات لفترات طويلة.
ومن أهم هذه الاضطرابات القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى التوتر والوسواس القهري، وبعض الأعراض الأخرى.
ويتم علاجها عن طريق التشخيص المزدوج والذي يساعد في علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان لفترات طويلة.
وتلخيصًا لما سبق، فإن عملية إعادة التأهيل من الإدمان تساعد المريض على التأهل نفسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا لمواجهة العالم من جديد بعد مرحلة تعافيه، وبالتالي فإنه من المهم أن يخضع المريض إلى هذه العملية بمجرد علاج الأعراض الانسحابية للمخدر.
اترك تعليقاً