هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل؟ سؤال يشغل بال الكثيرين من المدمنين المتعافين، وفي الحقيقة فإن الإجابة على هذا السؤال غير محددة، وتختلف مع اختلاف كل مريض والظروف المحيطة به.
طريقة تأهيل المدمن المتعافي
عند طرح سؤال هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل لابد من معرفة طريقة تأهيل المدمن المتعافي أولًا وذلك من خلال:
1. تغيير سلوكياته وأفكاره القديمة:
ينتج عن الإدمان العديد من السلوكيات الخاطئة والمنافية للأخلاق، وبالتالي لابد من محو هذه الشخصية السلبية.
وذلك من خلال استبدال السلوكيات الخاطئة بسلوكيات أخرى إيجابية، بالإضافة إلى تغيير ردود الأفعال السلبية إلى أخرى إيجابية.
علاوة على تعليم المدمن المتعافي طرق لمواجهة مشاكله دون أن يهرب من الواقع من خلال المخدرات.
2. تغيير النظرة الذاتية:
هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل سؤال يشغل بال الكثيرين، ومن الجدير ذكره أن أثناء مرحلة الإدمان فإن المدمن يتعرض إلى الشعور بالعديد من الاضطرابات النفسية ومنها الشعور بقلة الثقة في النفس والاحساس بالذنب المستمر.
وبالتالي لابد من إزالة كل هذه المشاعر السلبية التي يشعر بها وذلك من خلال مساعدته على تقبل ذاته.
3. البحث عن طرق لمقاومة المخدرات
الشعور بالرغبة الدائمة في تعاطي المخدرات أمر طبيعي ويشعر به الكثير من المتعافين، وبالتالي لابد من معالجة هذه المشاعر.
وذلك عن طريق التذكير بأضرار المخدرات، بالإضافة إلى حضور الجلسات الجماعية، مع ممارسة الرياضة أو إيجاد هوايات جديدة.
4. التقليل من أوقات الفراغ:
لا شك أن أوقات الفراغ العدو الأكبر للمريض بعد التعافي، وذلك بسبب وجود عدد من المحفزات التي يختلقها المخ للفرد باستمرار.
ولذلك لابد من التقليل من أوقات الفراغ وذلك من خلال ممارسات الهوايات المختلفة مثل القراءة أو الكتابة، بالإضافة إلى الاشتراك في أي أعمال تطوعية.
5. الابتعاد عن الضغوطات:
من المرجح أن تواجهه المريض العديد من الضغوطات النفسية مثل القلق أو التوتر، وبالتالي لابد من التأكد من أن الأمر ليس دائم وأنها مجرد فترة.
بالإضافة إلى أخذ وقت كافي للاستراحة والاسترخاء حتى لا يشعر المرء بالضغوطات المستمرة مما يؤدي إلى الانتكاسة.
6. البحث عن عمل:
وبالنسبة لسؤال هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل، فإن البحث عن فرص عمل والسعي نحو بدء حياة جديدة قد يُساعد في ذلك.
وبالتالي بمجرد أن يتعافى المريض يجب عليه أن يبحث عن أي فرصة عمل متاحة حتى يتمكن من بدء حياة مختلفة.
هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل؟
فيما يخص هذا السؤال، ففي الحقيقة فإن حياة المدمن المتعافي لا يمكن أن تعود مرة واحدة وبدون مقدمات.
بل أن الأمر يعتمد على مدى استجابة المتعافي وسعيه نحو تغيير حياته إلى الأفضل، وذلك عن طريق استخدام بعض الأساليب والخطوات الأساسية.
ويعتبر الصبر أساس هذه المرحلة، فعلى الرغم من أن المتعافي قد يكون مندفع ومتهور بمجرد علاجه ولكن لا يُجدر التعامل بهذه الطريقة.
وبالتالي فإنه من الأفضل التحلي بالصبر والهدوء، وحساب خطواته والتخطيط لها قبل القيام بأي خطوة.
علاوة على التصالح مع الذات وعدم لومها أو التعامل معها بحزم شديد، وذلك من خلال الاقتناع بأن مرحلة الإدمان باتت من الماضي وأنه يجب عليه البدء من جديد.
بالإضافة إلى أن حضور الجلسات الدعم الجماعية وتقديم المساعدة للمدمنين الجدد أمر جيد ومفيد لترسيخ قيم التصالح مع الذات.
وعند الإجابة على هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل فلابد من معرفة أن حياة المعافى لن تعود من ليلة وضحاها بل عليه السعي.
ولذلك فإن السعي نحو إصلاح الضرر الناتج عن الإدمان أمر أساسي، سواء إن كان ضرر اجتماعي أو نفسي، أو جسدي.
وبالتالي لابد من إعادة العلاقات الاجتماعية بين المتعافي وأصدقائه، وعائلته، والبحث عن عمل جديد وإتقانه.
ومن الجدير ذكره فإن استخدام نمط صحي روتيني قد يُساعد بشكل كبير في عودة المدمن إلى حياة أفضل وأكثر تطورًا.
علاوة على أن المتعافي عليه أن يدرك أن مرحلة التعافي لم تأتي في لحظة ولم تكن سهلة، وبالتالي لابد من الشعور بالامتنان الصادق إلى نفسه.
بالإضافة إلى الشعور بالفضل والامتنان إلى الله لمساعدته على اجتياز هذه المحنة، وإلى الأشخاص الذين ساعدوه على تجاوزها كذلك.
علاوة على الحفاظ على التواصل المستمر بينه وبين الأطباء المتخصصين الذين ساعدوه في عملية العلاج.
وبهذه الطريقة يمكن الإجابة على سؤال هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل أم لا.
دور الأسرة في مساعدة المدمن المتعافي
الأسرة لها دورها الفعال لمساعدة المدمن المتعافي لتجنب الانتكاسة، بالإضافة إلى مساعدته لتعود حياته إلى أفضل حال، وذلك من خلال:
- عدم التعامل معه على أنه مذنب واستغلال تجربته السلبية سابقًا أثناء الغضب منه حتى يشعر بالخجل والخزي.
- بالإضافة إلى ملاحظة سلوكيات المتعافي بعد علاجه لمعرفة ما إذا كان هناك أي تغييرات أو ملاحظات غريبة.
- ولكن في الوقت ذاته لا يجب أن تتحول المراقبة إلى انتهاك للخصوصية والتجسس.
- علاوة على عدم استخدام أساليب الحرمان سواء إن كان حرمان مادي أو معنوي بحجة أنه مدمن متعافي.
- بالإضافة إلى ضرورة تجنب التعامل مع المتعافي معاملة خاصة، وبعد استخدام كل هذه النصائح فإن الإجابة على سؤال هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل ستكون إجابة واضحة
وتلخيصًا لما سبق، فإن سؤال هل حياة المدمن المتعافي تعود للأفضل، إجابة غير محددة ونسبية وتختلف مع اختلاف الظروف النفسية والاجتماعية المحيطة بالمريض، وبالتالي لا توجد إجابة مُفصلة.
اترك تعليقاً