
اصدقاء السوء احد عوامل ادمان المخدرات الاستجابة لضغوط أصدقاء السوء احد اهم عوامل ادمان المخدرات في حديثنا عن تأثير الأصدقاء كسبب قوي من أسباب الإدمان نتعرف على ” الإيجابية” و”السلبية ” للشخص المتعاطي، ومفهوم “الإيجابية” أن المتعاطي هو الذي يسعى للتعاطي بهدف حب الاستطلاع، أو بحثًا عن اللذة والنشوة، أو هربًا من المشاكل وهموم الحياة.
أما مفهوم “السلبية” فإن الدافع للتعاطي هو أصدقاء السوء الذين يعرضون على الشخص المادة، وهو يستسلم لهم سواء بسهولة أو بعد إلحاح، ومعظم المدمنين بدءوا بداية سلبية
وفي تجربة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة على عينة بلغت 14656 تلميذًا بالمرحلة الثانوية سنة 1987م بالإضافة إلى 12797 طالبًا جامعيًا سنة 1990م كانت النتائج كالتالي:
-1353 تلميذًا مدخنًا كانت البداية بالنسبة لهم سلبية أي بتأثير الأصدقاء، بينما 225 تلميذًا مدخنًا كانت بدايتهم بداية إيجابية أي سعوا بأنفسهم نحو التدخين.
-2080 طالبًا جامعيًا مدخنًا كانت بدايتهم سلبية، مقابل 451 بدايتهم كانت إيجابية.
-2321 طالبًا جامعيًا يتعاطون الكحول كانت بدايتهم سلبية، مقابل 418 كانت بدايتهم إيجابية (د. مصطفى سويف- المخدرات والمجتمع ص72-76)
إذًا عامل الأصدقاء يعتبر العامل الأول الي ادمان المخدرات ، فالسيجارة لن تأتي من نفسها للشخص لكي ما يشعلها ويدخنها، ولكنها تأتي من يد الصديق الذي يقدمها ويرغب في تدخينها،
وكذلك البانجو والحشيش، والإدمان على المخدرات ككل خبرة يستمدها الإنسان من الغير، وبمفرده لا يسقط فيه، فمجموعات الطلبة في المرحلة الجامعية والثانوية بل والإعدادية عندما تشمل شخصًا مدخنًا أو مدمنًا.
فهو يمثل مصدر عدوى قد يؤثر على الكل، ولذلك فالشِلل التي نجدها على القهاوي من النادر إن نجد واحدًا منهم لا يقبل التدخين إن لم يكن يتعاطى المخدرات أيضًا
وإليك يا صديقي بعض أقوال المتعاطين(1):
“واحد صاحبي إداني سيجارة بانجو، كنت مش راضي أشربها، لكن خفت يضحكوا على فشربتها “.
“كنت سعيدا مع زميلي ، وأصر زميلي السعيد على أن أشرب .. لذلك شربت ، وأردت إرضاء زميلي حتى لا يتمكن من المساعدة”.
“من جلس مع أصدقائه ولم يشرب ، فعليه أن يشرب بالحب ، وأصحابه يقتدون به”.
“السيجارة مضرة للحاضرين ، فجاءت إلي ، وقالوا لي أن أشرب ، قلت: لا أشرب ، قالوا: عار السيجارة اعتداء على الرجل الذي لا يشرب ، فقال شربت .. السيجارة تالفة .. أنا أشرب “.
“حتى لو لم يكن عندي شروط لأغضب بسبب أحوال رفاقي وهم يشربون ويشربون معهم”.
يزداد الضغط بين الحرفيين. يقول أحدهم: “الموظف عمر لن يحصل على الوظيفة ويقولها خده”.
سيجارة البانجو ، لكن إذا جاء أحدهم إلى الورشة التي أعمل فيها وطلب مني أن آخذ سيجارة البانجو ، فلن أتمكن من رميها. ”
أن عددًا كبيرًا من المدمنين يعيشون في أسر مستقرة وسعيدة ، مع قدر كبير من الأدب والأدب والأخلاق ،
ولكنهم يسقطون فريسة الإدمان بسبب الأصدقاء، ولذلك يجب أن تفتح كل أسرة عينيها على أصدقاء الأبناء.
ويزداد تأثير أصدقاء السوء على الشخص في بعض الحالات مثل:
أ- عندما يفقد الشخص القدوة في البيت التفكك والمشاكل الاسرية..
ب- عندما يكون في سن المراهقة.
ج- عندما يختفي الجو الاجتماعي الأسري المبهج، وتدب الخلافات والمنازعات والمشاحنات والخصومات.
د- عندما تكون المعاملة في البيت والمدرسة قاسية، فيُعاقب الابن لأتفه الأسباب، فتهتز ثقته بنفسه، وينقاد إلى
أصدقائه ورغباتهم بلا تفكير، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
وفي مثل هذه الحالات السابقة يعتبر الأصدقاء هم الجماعة المرجعية للشخص، فلا ننسى القصة المأسوية التي
نشرتها الجرائد سنة 2000 الخاصة بشاب مراهق صغير لم تسمح له الأسرة بحمل مفتاح الشقة، وأمام استهزاء
الأصدقاء به ارتكب جريمة شنعاء إذ ذبح أخته الجامعية وشقيقه الأصغر.. هذا هو تأثير أصدقاء السوء
.وفي اجتماعاتنا الروحية نهتم بالفرد، ولكننا نفتقد الاهتمام بالمجموعات “الشلل”، فالشلة أحوج إلى تدخل الخادم الذي يوجهها إلى الأنشطة البناءة، ويقودها إلى طريق الملكوت.
جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(2) قصة إحدى الفتيات في السادسة عشر من عمرها وتتمتع بقسط وافر من الجمال كانت تذهب إلى صديقتها، فكانت تقدم لها الخمر في الليمونادة،
والبيبسي كولا بمعرفتها، وكانت تشربها، وفي ذات يوم اكتشفت إنها تشرب كمية أكبر من الخمر، وفقدت عذريتها مع شقيق تلك الصديقة ولا تعرف إذ كان هذا تم برضاها أم رغمًا عنها،
وخافت الفتاة من أهلها ومن الفضيحة، وقررت أن تمتنع عن الذهاب إلى صديقتها، ولكن بعد عدة أيام عادت إلى
صديقتها تشرب الخمر وتمارس الجنس مع شقيقها،
وبعد عدة شهور أدركت ورطتها، فثارت على صديقتها وشقيقها، وطالبته أن يستر فعلته، فتزوج بها، وبدأ يقدم لها الهيروين، وسافر بها إلى إحدى الدول العربية،
وطالبها أن تمارس الجنس مع رجال آخرين، وعندما كانت ترفض كان يلوّح لها بسلاح الهيروين ومنعه عنها، فكانت ترضخ لأوامره.
ومرت الأيام، وعادت الزوجة مع زوجها لزيارة الأهل، وعندما علمت الأسرة ما كان طردت الزوج وحبسوا ابنتهم، ولكن
هذه الإنسانة لم تحتمل البعد عن الهيروين والجنس فهربت من البيت،.
وضُبِطت في أحد بيوت الدعارة، وحُكِم عليها بالسجن.. لقد تحولت من الفتاة اليافعة الجميلة ابنة العائلة المستورة
المحافظة إلى هاربة عاهرة فاجرة مدمنة كل همها تعاطي الهيروين واصطياد الرجال وذلك لأنها انصاعت في البداية لصديقتها.
وبدأت الطريق الي ادمان المخدرات بخطوة صغيرة وهي قبول المشروبات وعليها قليل من الخمر.
وأيضًا في كتاب إمبراطورية الشيطان(3) قصة أحد الشباب المدمنين الذي يقول “لعن الله أصدقائي جميعًا. نعم
لعنهم الله، فهم سبب البلاء كله.. شلة من أبناء الحي في المقهى الشعبي.
. لقد ورَّطوني في تدخين الحشيش، لقد ضحكوا عليَّ كثيرًا، كنا ندخن الحشيش ونضحك، ولكن واقع الحال كانوا
يضحكون عليَّ. لقد كنت مبتدئًا، وكان الحشيش يؤثر عليَّ بطريقة مضحكة فعلًا..
بعدها أخذوا هم أنفسهم يرددون على مسامعي ما يفعله الهيروين بالشاب، ومقدار ما يعطيه من لذة ومتعة
ونشوة. ومرة بعد مرة أقنعوني بتجربته، فجربته معهم للاطلاع عما يفعله ذلك السم القاتل،
فشعرت بنشوة ولذة واسترخاء، فقلت في نفسي لماذا لا أكرر التجربة؟ إنها ممتعة.. كررت تعاطي الهيروين مرة
بعد أخرى، وكنت واثقًا تمامًا إنني سأتوقف عن ذلك عندما ارغب فيه. لكنني وقعت بشباك قوية جدًا لم أستطع
الخلاص منها أبدًا، لقد أسرني الهيروين، وأنا لا أستطيع الابتعاد عنه إطلاقًا. أنه أهم شيء في حياتي”.
_____
المراجع :
(1) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات – صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص152-163
(2) كتاب إمبراطورية الشيطان – الإدمان وتعريفه – دار لبنان للنشر ص370-371
(3) كتاب إمبراطورية الشيطان – ادمان المخدرات وتعريفه – دار لبنان للنشر ص368-369
Leave a Reply