طريق المخدرات دمر حياتي |
طريق المخدرات دمر حياتي
الفصل الثاني :
وفجأة سأله الضابط اين جثة شيرين ؟ وبكل بساطة يجيب الشاب بأنها في شقتى ، هنا استدعى الضابط قوة من الشرطة ، وقام بابلاغ الادلة الجنائية ، ووصلت القوة الى الشقة ومعهم الشاب مكبلا في قيوده ، وقام بفتح الشقة.
وقام رجال الادلة الجنائية برفع البصمات الموجودة بالغرفة ، وكان ضمن ما وجدوه محارم كثيرة عليها آثار دماء ، وحقن هيروين كانت معدة للحقن ، ومنفضة سجائر كانت مليئة بأعقاب السجائر ، وثم رفع جثة شيرين ، وقبض على الشاب.
وفي التحقيق اعترف الشاب بأنه وشيرين كانا يتعاطان المخدرات ، وقبل ان ينتهى من ذلك قام بمعاشرتها ، وبعد ان نام قامت هى بحقن نفسها بجرعة زائدة من الهيروين ولكن لم تتحملها فماتت.
*انها آفة مدمرةِِ تفقد الوطن أعز ما يملكِِ ثروته المنتجة وطاقته المثمرة، انها المخدرات التي بدأت تتحول إلى ما يشبه الظاهرةِِ ومن ثم لم يعد مجديا ان ندس رؤوسنا في الرمال.
لكن هذه الآفة المدمرة اشبه بزلزال يربك هدوء واستقرار المجتمع والاسرة، تؤدي الى الفشل دراسيا وعمليا اضافة الى الانزواء اجتماعيا.
ان الاحصاءات التي تجري بين الوقت والآخر حول حالات الادمان تدق ناقوس الخطر لتنامي اعداد المتعاطين، ورغم الجهود المبذولة من قبل الجهات الامنية والتي اسفرت عن ضبط الكثير من مروجي وتجار المخدرات والمتعاطين.
‘القبس’: تكشف تفاصيل مؤلمة لقصص مدمنين ضاعت امنياتهم وتحطم مستقبلهم وكثيرون ايضا ضاعت حياتهم بسبب المخدرات.
جرعة زائدة
شاب مدلل من عائلة ثرية، كل طلباته مجابة، وبعد ان تخلى الاهل عن الرقابة والتوجيه استقطبه اصدقاء السوء الطامعون في ماله الى جلساتهم التي كانت بغرض تعاطي المخدرات.
فتاة منحرفة
والقصة التالية لفتاة عمرها 18 عاما تعرفت على مجموعة من الشباب والشابات وشاركتهم حفلاتهم التي كانت بريئة في البداية، لكنها اخذت تتدرج في الانحطاط والانحراف حتى انتهى الأمر بها الى ادمان الهيرويين.
عائدة إلى صوابها
احدى الفتيات عولجت من الادمان، وصفت لنا كيف كانت حالها قبل العلاج وبعده، قالت: كنت عندما اتعاطى المخدر اشعر بالانانية والضياع يسيطران علي، وكنت افكر في كيفية الحصول على الجرعة القادمة، لكنني بعد العلاج عرفت طريقي الى الله وتبت واتمنى ان تقبل توبتي، ونصحت كل مدمن وعاص بالتوبة، فلا شيء اسوأ من ان يضيع الانسان نفسه بارادته، ويحيد عن طريق الله.
قصص الضياع كثيرة والانزلاق الى هوة الانحراف مشكلة مؤرقة، ولكن يجب التذكير هنا بان الخطأ يدمر الحياة ويربك المجتمعات، وليس عيبا ان تزل قدما المرء لكن المصيبة الكبرى هي الاستمرار في الخطأ والتمادي في الآثام.
وبالتجوال في دهاليز قصص ضياع المدمنين تجد ان الكثيرين احرقت المخدرات زهرة شبابهم وفقدوا قواهم وصحتهم ومن ثم اضحوا يعيشون على هامش الحياة كلها.
احدى الفتيات كانت تشع بهجة وتفوقا تمزقت حياتها وتشتت شملها بسبب الخلافات بين والديها والتي آلت الى وقوع الطلاق بينهما، وبعد فترة تزوج كل منهما وعانت الفتاة الامرين من زوجة ابيها ومن زوج امها فكلاهما كان يعاملها معاملة سيئة.
أدمنت مع زوجها
اما القصة التالية فهي لفتاة فائقة الجمال ومن عائلة غنية جنى عليها والدها اذ زوجها رجلا غنيا دون ان يتحرى جيدا عن اخلاقه، وبمرور الايام اكتشفت الفتاة ان زوجها مدمن مخدرات وسعت كثيرا لتخليصه من هذه العادة المدمرة.
وبعد ان تطرقنا الى قصص الذين اهلكت المخدرات حياتهم وضيعت مستقبلهم كان من الضروري ان نطرق ابواب التائبين من هذا الخطر الداهم، فكان اللقاء مع عدد من هؤلاء الذين تغلبوا على نزواتهم واستفاقوا من غفوة الخطيئة وخرجوا من هوة الدمار.
يقول ابو حيدر ‘بدأت الادمان وانا في سن صغير، كنت اخر العنقود وجميع طلباتي مجابة لا اعتراض ولا سؤال من احد فقادني اصدقاء السوء لجلسات الادمان، وبدأت طباعي تتبدل حيث اصبحت عصبيا.
لكن ابو حيدر يتهم المجتمع بانه لا يساعد على التوبة السريعة والصادقة وينظرون اليه نظرة دونية حتى ولو تاب من الادمان، مشيرا الى ان كلمة ‘مدمن سابق’ تقابل دوما بالنفور والاضطهاد.
واضاف: بعد خروجي من مصحة العلاج قررت ان اعمل لامارس حياتي بشكل طبيعي واتخلص من وقت الفراغ وطرقت معظم ابواب المؤسسات لاجد فرصة عمل ملائمة فرفضتني جميعها بلا استثناء، ومن ثم انصح باحتواء من تاب عن الادمان وعولج من هذا الكابوس المزعج.
ضياع الحياة
تقول التائبة مِع ان سبب ادماني هو زوجي فلقد احببته وتزوجته دون علمي بانه مدمن وبمرور الوقت جرني معه الى عالمه بعد ان فشلت في ان انتشله من هذا الوحل.
وتضيف: اعاني من انصراف الناس من حولي فلا احد يثق بي واصبحت حياتي شبه روتينية من العمل الى المنزل بعد ان انفصلت عن زوجي، استعدت بعض الامان، فحياة الادمان كلها خيانة واحساس دائم بالقلق والانانية والطيشِ
البارون: الشعور بالفشل قد يقود إلى الإدمان
أكد الدكتور خضر البارون أستاذ علم النفس في جامعة الكويت أن انحراف الشباب وتعاطيهم هذه السموم يرجع إلى عدة عوامل أبرزها التفكك الأسري وغياب الرقابة، ورفاق السوء، وكثرة الأموال دون موجب للإنفاق إضافة إلى مفهوم الإنسان عن ذاته.
وعن الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هذه الأمور حينما يوجد مدمن داخل محيط الأسرة قال البارون على رب الأسرة أن يأخذ هذا الشخص ليقدم المساعدة له وألا يهينه أو يضربه، فالأهم تقديم الإرشادات له وأيضا إبعاده عن رفاق السوء، وإذا لم تفلح هذه المحاولات فيجب اللجوء إلى استشارة الاختصاصيين والأطباء المعالجين.
وشدد البارون على ضرورة تأهيل المدمنين بطريقة علمية سليمة، بعد العلاج، وذلك عن طريق تقبل الأسرة والمجتمع لهم، وضرورة شغل أوقات فراغهم وتعويدهم على المسؤولية، حتى لا يعاودوا الرجوع إلى هذا الطريق المظلم.
خضر البارون
التائب من المخدرات لا يشجعه المجتمع على استعادة حياته بصورة طبيعية، هذا ما اكده ابو محمد، فبعد ان اقلع عن التعاطي وعولج بالمستشفى وعاد اليه رشده واستقام، ظل الناس ينظرون اليه نظرة متوجسة وكأنه لايزال مجرما.
وطالب ابو محمد مؤسسات المجتمع باحتواء التائبين واعادة تأهيلهم والعمل على الحاقهم بالوظائف التي تدر عليهم دخلا يساعدهم على الاستقرار والعيش بصورة كريمة.
كيف تعرف أن في بيتك مدمنا – العمل على علاج ادمان المدمنين؟
من السهل التعرف على المدمنِِ هذا ما أكده الاختصاصيون في هذا الشأن، مشيرين إلى أن الذي توغلت المخدرات في جسده يصبح حطام إنسان بمرور الوقت وأهم السمات التي يعرف بها المدمنون:
- التغيير المفاجئ في السلوك المصحوب بحالة من اللامبالاة.
- الفوضى والإهمال العام وعدم الاكتراث لما يجري حوله.
- الانقطاع عن العمل أو الدراسة وضعف القدرة على الإنتاج.
- الرغبة في الحصول على المال باستمرار.
- تزايد الخروج من المنزل.
- هزال في الجسم وفقدان الشهية للأكل.
- مرافقة أصدقاء جدد يتسمون بسوء السلوك، والبعد عن الأصدقاء القدامى.
- العصبية الشديدة والتمرد بدون مبرر.
- السعادة الوهمية والشرود الدائم.
اترك تعليقاً